مقالات

وفاء العنزي تكتب من المغرب رئيفتي هي

رئيفتي هي
يحكى أن هناك سعادة أسميتها صديقتي،رفيقة دربي،وردة عبيرها أمل،ورحيقها وفاء،ونسيمها حب،هي صديقة قلبي،شجرة وارفة ظلالها دفء وحنان،هي صاحبة عمري نهر عطاء لا ينضب،هي صفحتي البيضاء،التي أنقش عليها هموم حياتي وأحزان أيامي،أرسم عليها ابتسامة عمري،هي التي تعلم بكل ما يحدث لي في عالمي الداخلي والخارجي، هي نصفي الثاني وكاتمة أسراري،هي جزء من قلبي،إذا أحبها شخص فلن يكون سوى أنا ،وإذا أحبها شخص واحد فهي أنا،وإذا لم يعد يحبها أحد فلتعلم أني ووريت تحت الثرى،فهي كيان يسكن وجداني،أغار عليها من الغرباء ولا أريد أن يأخذ أحدهم مكاني في قلبها،شعور جميل أحسه ناحيتها،فيه ود وإيمان،هي واقع ممتع أعيشه وعشته معها،هي رواية سعيدة لن تتكرر أبدا سأحكيها لكم.
هي رحلة مثيرة عبر الزمن،فقد تجرعت معي كأس العمر واحتست معي من نفس إناء الآلام،وتحدت معي مقاسي الحياة وكرباتها،انتشلتني،فقد كنت على شفا جرف من اليأس مسحوقة الأمل وهزيلة الإرادة.
صديقتي الصدوقة،هي غريبة الأطوار بخلقها وجمال حضورها،أنيقة بكلماتها وخفة ظلها،داهية بنظرات عيونها وطيبة قلبها،تنحني لها الورود تحية لروعة ابتسامتها،هي الزهرة الصامتة النابضة بكل ألوان الحياة،عطرت أيامي بعبيرها،وزينت بستان عمري بوجودها،هي صديقتي الودودة،جمعتني بها أحلام رسمناها بقلم الرصاص ،ليس لمسحها بل ليسهل علينا تلوينها بكل الألوان الزاهية الباهية،إن تحققت،لتكون لوحة أروع من الجمال .
صديقتي وتوأمتي،محظوظة أنا بها،فكلما قست علي الدنيا،تخفف عني أحزاني وتقاسمني أفراحي ،تلتمس لي العذر إن عصفت بي رياح القلق،فهي بلسم روحي تحتويني وتحتضنني لأعيش معها الأيام بحزنها قبل فرحها ،أبكي من دموعها وأبتسم من ضحكتها .
وعدتها أن تجمعنا المحبة والإخلاص لمدى الحياة ولن أتخلى عنها ولن أفارقها،وإن أحزنوها لتخبرني،سأحاول أن أجد لها فرحا،وإن لم أستطع سأكون لهاعينا تالثة أبكي معها،ووعدتها ان اطلب من السعادة أن تلازمها،بل توسلت منها أن لا تتركها أبدا،فأنا لا أريدها أن تتنهد ولا أن تتعب،لأني أخشى عليها من النسمة،فكيف لا أخاف عليها من الألم، فهي عرق نابض بي،ظلي الذي يلازمني،وهي أكبر من أن أقول لها صديقتي.
هي أختي التي لم تلدها لي أمي،سعادتي التي لا أجدها إلا بقربها، فسعادتي من سعادتها،جمعتنا الخيبات والمسرات،جمعتنا الدمعة والبهجة، جمعنا الخوف والأمل وما وزادنا إلا قربا وألفة ومودة،أعرفتم الآن لما أحبها؟
لأنها فريدة من نوعها،لا مثيل لها،متميزة مميزة ممتازة،شغوفة أنا بها، أحس أني مازلت طفلة معها،شابة بقربها،تتحفني دائما بجمال حديثها،لها جملة تريدني وتزيل عني كل تعبي وشقائي،تقولها دائما لي “أنا معك”.
لو كان الحب وسام فهي بالوسام جديرة،هو حب لا يصدأ، حب أبدي،هي اللمة الحلوة،هي الصحبة الصادقة،هي وطن إن غابت شعرت بالغربة،حب دون مصلحة،تواجد في السراء والضراء،في الفرح والحزن،في السعة والضيق،في الغنى والفقر،هو شيء أعمق من العشق وأصدق من الحب،شيئا يدوم أبد الدهر.
صديقتي الراقية،ساحرة بابتسامتها،مهذبة بأسلوبها،رتبت لي سنوات عمري،فجعلت الدنيا تركع لي ،هي صديقة ممزوجة بنكهة الأخت،هي مؤنسة وحدتي،مرجعي،الذي أرتاح له،تملأ علي خلوتي وتبعد عني وحشتي،بل هي بهجتي ومسرتي،تبعد الدمع عن مقلتي،كلما التقينا،نفتح باب قلبينا على مصراعيهما دون خوف دون ألم،فهي الأمل هي كقطرة الندى،ناعمة كزهرة الصباح،حنونة ودودة كأمي،لها دعوتي في سجدتي،لها فرحتي في ضحكتي،لها كل قلبي،ولها حياتي،أقول لها أني لم أيأس من المتساقطين من شجرة حياتي،فهم سوى أوراق هشة هبت عليهم أول نسمة خريف فأخذتهم بعيدا عني،أقول لها اني أحيا بمجد المحبة ونور الجمال معها،أقول لهاو أمام الجميع كلمة في حقها ، أحبك صديقتي ودمت لي ومعي.قال الرسول صلى الله عليه وسلم “المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل”
مودتي ومحبتي وفاء العنزي ،

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى