سلايدرمقالات

المفكر الكبير حزين عمر يكتب ” مزقوا إثيوبيا اليوم قبل ان تمزقنا غدا

سد النهضة الأثيوبي منحة من السماء لمصر !! جاء في وقته المناسب !! وكيما لا تُصدَم نستطيع أن نقول إنه إنذار مدوٍّ لمصر : شعبا وجيشا وحكومة ، قبل فوات الأوان .. والأوان سيفوت بعد حوالي عشر سنوات!!
أثيوبيا اليوم : أكثر من ثمانين عِرقا وقبيلة ومنطقة ، غارقة في الحروب الأهلية ، مع تيجراي وبين الأمهرة وأورومو ، وانتفاضات بني شنقول ..سادرة في الظلام ــ 60% من المنتسبين لها لا تصلهم الكهرباء ــ وتعاني الفقر والمرض والتخلف والعشوائية ..وقواتها الجوية 92طائرة منها 24مقاتلة فقط ، وبدون أسطول ، وجيشها 160 ألفا ضعيفو التدريب ، ودولة حبيسة بدون إطلالة علي أي بحر…
*****
أثيوبيا بعد عشر سنوات : قاعدة للصناعات الصينية ، وقد أقامت الصين فيها مدينة صناعية فعلا ، تضم مصانع سيارات ومنسوجات وغيرها ، نظرا لتدني أجر الأيدي العاملة بما لا يقارن بالأيدي العاملة في الصين ، حوالي مائتي دولار شهريا للعامل الأثيوبي ..ومنها ستنطلق الصناعات الصينية الرخيصة إلى آسيا ، ولذا سيكون لديها مرفأ بحري في جيبوتي تقيمه الصين لتصدير صناعاتها ..وقد بدأ المشروع بطريق بري بين أديس أبابا جيبوتي ، ويعمل عليه الآن قطار حديث.
سوخوي 57
أثيوبيا بعد عشر سنوات ، سيكون لديها طائرات سوخوي 57الروسية الأحدث والأقوى في العالم ،وهي ضمن خمس دول على قائمة الانتظار الروسية لتلقي هذه الطائرات ..وسيكون لديها الطاقة النظيفة من الكهرباء لتشغيل الصناعة والخدمات ، ولذا تتنافس الدول الآن ، ومنها السعودية والإمارات وأمريكا وروسيا وفرنسا على الاستثمار هناك ..بالإضافة طبعا إلى الكيان الصهيوني الذي يوجه ويحرك ويحرض الأثيوبيين ضد مصر ، ويدعمهم بمنظومات الدفاع الجوي ويدربهم عليها وعلى غيرها من الأسلحة الحديثة.
أثيوبيا تحقق اعلى نسبة نمو في العالم حوالي 10% .. فكيف سيكون حالها بعد عشر سنوات ؟! . سنرى ــ إن عشنا !! ــ دولة أخرى تتجاوز قوتها قوة كل دول إفريقيا ــ مع الكقافة السكانية الكبيرة التي تحسن توظيفها لا تتململ منها !! ــ وتناطح مصر وقد تتفوق عليها .
هذا الكيان المرقَّع الآن يهدد وجودنا بسده الكبير الذي سيمنع عنا ماء الحياة ، ودماء الشرايين ، ومنبع الروح.. ونحن نصدر البيانات التحذيرية فلا تهتم ، ونوجه النداءات للأمم المتحدة وسائر الدول فتزداد شططا ، ونتفاوض معها عشر سنوات فتراوغ وتكذب وتواصل خططها كل لحظة لبناء مشروعها ” السياسي ” لا التنموي القاتل لمصر والسودان : إما جوعا وعطشا بمنع الماء عنا ، أو غرقا بانهيار سدها الضخم .. هي تستقوي علينا بالغرب الذي يجعل منها ( إسرائيل جديدة ) للقضاء علي مصر ثم سائر العرب ، بعد فشل المشروع الصهيوني ووصوله إلى نهاياته ، وبداية ذوبان الكيان الصهيوني في الجسد العربي.
وإذا كان هذا الكيان الضعيف المتنازع مع نفسه من الداخل يستفزنا ، بل ويهددنا ، حتى بعد ان أقمنا ثلاث مناورات عسكرية قريبا منه مع السودان : نسور النيل 1 و2 وحماة النيل ..فما بالنا لو أمهلناه عشر سنوات أو ربع قرن ؟!
رأس الحية !!
كل مشكلات أثيوبيا الراهنة ، من تخلف وتمزق وضياع ستنقلها أثيوبيا ــ ومَن وراءها من أعدائنا و” أشقائنا ” !! ــ إلى مصر خلال السنوات القادمة ، إذا لم نضرب الحية علي رأسها .. ورأس الحية هو سد النهضة هذا ..قمة جبل العداء لمصر . سد النهضة هذا محك اختبار القوة والبقاء أو العدم .
الخطر ليس كامنا في السد وحده ، بل كذلك فيما وراء السد ، ومن وراء السد .. فإذا مر ، وامتلأ ، وتحصن بالماء ، فهذا يعني أكبر هزيمة تلحق بمصر على مدى تاريخها . أكبر من هزيمة تفقد فيها أرضا أو حتي استقلالا سياسيا .. هزيمة لن يكون لمصر بعدها وجود : لا شعبا ولا أرضا ولا حضارة ولا مستقبلا ، والأمر نفسه مصير السودان.
انتصار آبي أحمد وعصابته الإجرامية في هذه المعركة يعني الإعلان الرسمي للسيطرة علي إفريقيا كلها ، وقيادتها ، ويعني السيطرة علي البحر الأحمر وباب المندب وخنق قناة السويس ..إنها المعركة الشاملة الكاملة النهائية لأيٍّ من الدول الثلاث : مصر والسودان في ناحية ، وأثيوبيا في الناحية النقيضة .. ولا نتحدث عن أصحاب المصالح والاستثمارات الذين يدعمونها سرا وعلنا من الغربيين والشرقيين وممن نظنهم أشقاء !!!
ضرب السد معناه إنقاذ مهبط الحضارة البشرية من بربرية الهمج عديمي الحضارة ، وإنقاذ حياة 150مليون مواطن من شعب وادي النيل ، وتسليم الراية خفاقة لكل الأجيال القادمة علي مدى قرن أو قرون ، وانتصار الإرادة المصرية ، والسياسة المصرية ، والعسكرية المصرية ووضع يدها على كل القارة ، وقطع يد الأعداء الرابضين لنا في أحراش التآمر من غرب وشرق.
الانتصار لا يقف عند تدمير هذا السد العدواني ، بل منع تكرار تجربته في أي وقت قادم ، لأنه لن تكون هناك أثيوبيا ..وكل بقعة فيها ينبغي أن تتحول إلى دولة مستقلة : تيجراي دولة ، والأورومو دولة ، والأمهرة دولة ، وبني شنقول تعود ملكيتها إلى مصر والسودان بحدودها الكاملة التي استولت عليها الحبشة عام 1902 ، وداخل هذه الحدود لا يقع سد النهضة فقط ، بل كذلك معظم منابع النيل.
مع هذا السيناريو الحتمي ــ حسب تصوري ــ للدول صاحبة المصالح أن تأمن علي مصالحها واستثماراتها .. ولها أن تطمئن إلى أن التعامل مع ثلاث دول مسالمة ــ أورومو وأمهرة وتيجراي ــ أفضل من التعامل مع دولة واحدة عدوانية همجية متوحشة !! حزين عمر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى