سلايدرمؤتمرات

المعلقة السعودية للشاعر ثروت سليم

المُعَلَّقَةُ السُعُوديَة
———
وطَنٌ بدَعوَةِ رَبِّهِ مَوعُودُ / والمِسْكُ فوقَ تُرَابِهِ والعُودُ
فَدَعَا خَليلُ اللهِ دَعوَةَ واثقٍ/ سَمِعَ الدُعاءَ إلهُهُ المَعبُودُ
إني بوَادٍ غَيرِ ذي زَرْعٍ بِهِ / أسكَنْتُ أهليَ والمَدَى مَرصُودُ
فاجعَلْ قُلوبَ النَّاسِ تَهوَي عِندَهم / رِزْقَاً فإنَّكَ رَازِقٌ و تَجُودُ
فتَفَجَّرَ المَاءُ الطَهورُ لهَاجَر / والبِئْرُ مَاءُ سِقَائِه المَوَرودُ
وأطيحَ بالأصنَامِ رَمْز عبَادةٍ / واللهُ جَلَّ جَلالُهُ المَعبُودُ
فهُنَا انطلاقُ الفَجْرِ قبَلَ بُزوغِهِ / وهُنَا الجَلالُ وهَا هُنَا التَوحيدُ
وهُنَا النَبِيُ مُحَمَّدٌ في غَارِهِ / وَحْيٌ وجِبريلُ الأمينُ سَعيدُ
وهُنَا بِلالٌ هَزَّ مِن آذانِه / عَرْشَ القُلوبِ ..وللسَمَاءِ نَشيدُ
اللهُ أكبَرُ عندما نَادَى بِهَا / فإذِ الخَلائِقُ رُكَّعٌ وسُجُودُ
كُلُ العَبيدِ تَحرَّرُوا مِن رِقِّهِم / لم يَبقْ في أرضِ النَبِيِ عَبيدُ
جِيلٌ مِن الشَرَفِ الرَفيعِ وبَعدَهُ / جِيلٌ يُقيمُ حَضَارَةً ويَسُودُ
والكُلُ للحَرمَيْنِ نَالَ كخَادِمٍ / شَرفَاً وللشَرِفِ الرَفيعِ بُنُودُ
لمَّا ارتَقَى سَقْفَ الحَضَارَةِ بَعدَهُ / عَبْدُ العَزيزِ وفَيْصَلٌ وسُعُودُ
مِن أوَلِ الدُنيا وحتَّى يَومِنَا / سَلْمَانُ والمَجْدُ الجَديدُ عَتيدُ
مِن كُلِ فَجٍ قد أتَوْكَ قوَافِلأ / حَمَلوا البَريدَ وللقُلوبِ بَريدُ
هي دَعْوَةُ الرَحمَنِ دَمْعَةُ نَاسِكٍ / ويَطوفُ مِن حَولِ المقَامِ مُريدُ
هذي بِلَادُ اللهِ فوقَ ربُوعِهَا / طَيْرٌ ..لكُلِ حَمَامَةٍ تَغريدُ
طَافَ العبَادُ بكَعبَةٍ جَمَعَتْ بِهِم / كُلَّ القُلوبِ وللصَدَى تَوحيدُ
والآن نَحْوَ مَدينَةٍ مِن نورِهَا / نُورُ النَبِيِ معَ الصلَاةِ يَزيدُ
صَلَّيْتُ في شَوْقٍ بمَسجِدِ سَيِّدي/ وبكُلِ فَرْضٍ دَعوَةٌ وسُجودُ
ثم انتهَيْتُ بسَجْدَةٍ لا تَنتهي / فالسَاجدونَ مَلَائِكٌ وجُنودُ
الآنَ والبيتُ الحَرَامُ بداخلي / نُورٌ وكُلُ الطائفينَ شُهُودُ
مَا بينَ مَرْوَتِهِ المُروءَةُ والصَفَا / نَسعَى وعِطْرُ الذكريَاتِ يَعودُ
وتَجيءُ بعدَ الحَجِ أجمَلُ رِحْلَةٍ / ومِن الجَمَالِ سيَاحَةٌ وجَديدُ
فهُنَا المَدينَةُ مَسجِدٌ وحَضَارَةٌ / وهُنَا الرَسولُ رِسَالَةٌ ووفودُ
وهُنَالَكَ الدُنيا بكُلِ رُبُوعِهَا / عَرَبٌ وتُرْكٌ بَرْبَرٌ وهُنُودُ
والكُلُ في كُلٍ يُصَلي دَاعياً / صَلَّى الإلَهُ عليهِ حيثُ يَجُودُ
وهُنَا قُبَاءٌ ذَاكَ أوَّلُ مَسجِدٍ / والقِبْلَتَانِ حَضَارَةٌ وخُلُودُ
وإلى الريَاضِ مَعَالِمٌ ومَآثِرٌ / بُرْجٌ وقلعَةُ مَصمَكٍ وجُهودُ
ولجَدَّةِ بَحْرٌ يُسَبِّحُ رَبَّهَا / فوقَ المِيَاهِ مَسَاجِدٌ وورُودُ
وإذا العِنَايَةُ أودعَتْكَ فكُنْ لهَا / واعلَمْ بَأنَّكَ بالرِضَا مَوعُودُ
والطَّائِفُ الفَيحَاءُ أجْمَلُ جَنَّةٍ / في الأرضِ تحْتَ لوَائِهَا مَعقودُ
فبِهَا الشَفَا وبها الهِدَا وبها المَدى/ سُوقٌ وسُوقُ عُكَاظِهَا المَشهُودُ
زَمَنٌ مِن الفَنِ الجَميلِ كأنَّهُ / سَيْفٌ عن الشِّعْرِ الأصيلِ يَذُودُ
أبْهَا ومَا أبْهَى الجَمالُ بروحِهِا / جَبِلٌ وكَم زَانَ الجبَالَ صُعُودُ
وبهَا الفَضَاءُ حَدَائِقٌ وحَقائِقٌ / وتأمُلٌ حيثُ الجَمَالُ وَلُودُ
وتَمُرُ بالدَمَّامِ بينَ رُبوعِهَا / فهُنَا الرياضَةُ لُعبَةٌ وصُمودُ
واليَخْتُ الدُولفينُ في أحضَانِهَا / أمٌ و يَسعى حَولَها المَولودُ
وليَنْبُعٍ يَسعَى الجَمَالُ سيَاحَةً / فهُنَاكَ بينَ رُبوعِهَا هُوليُودُ
فجَزيرَةُ المَحَّارِ رَاحَةُ مُتعَبٍ / وشَواطِئٌ ومَرَافِئٌ وسُدُودُ
وحَديقَةٌ للصُبِحِ بينَ نَسيمِهَا / يَشفَى العَليلُ ويَبرَأُ المَحسُودُ
ومَدينَةُ الخُبْرِ التي في صدرِهَا / جِسْرٌ لفَهْدٍ شَيّدّتْهُ أسُودُ
وبها الدغيثَرُ قريةٌ وجَزيرَةٌ / للسَائحينَ قريبُها وبَعيدُ
يا أرضَ خَيرِ الخَلْقِ نَبْعَ رِسَالَةٍ/ مَحمودَةٍ وسَمَا بهَا المَحمودُ
عِلْمٌ .. وأمجَادٌ وصَفْوَةُ أُمَّةٍ / ولهَا المَدى ولهَا الصَدى المَنشودُ
تيهي على الدُنيا جمَالا كُلَّمَا / كادوا وأفلسَ حَاقِدٌ وحَسودُ
فمَصيرُهُم مثل الطُغَاةِ هزيمَةً / وسَفيرُهم فِرعَوْنُ والنَمرودُ
رفعَ الخليلُ يَديه يوماً إذ دعَا / بينَ الجبالِ ورَبُهُ المَقصودُ
أهدَى إلى الدُنيا رِسَالَةَ عِزِّهَا / عربيَةً وعلى الوجودِ تَسُودُ
جيلٌ يُسلِّمُ رايةً مَرفوعةً / جيلاً وتُحفَظُ أمَّةٌ وعُهُودُ
عبدُ العزيزِ أقامَ صرحَ شُموخِها / وسُعودُهَا وحفيدُه المَسعودُ
من فَيْصَلِ من خالدٍ .فهدٍ وهم/ نعمَ الرجال وجندُها المعدودُ
وهنا بعبدِ اللهِ قامتْ دولةٌ / والمجدُ فوقَ سمائِها مَمدودُ
وأقامَ سَلْمَانُ الآمانَ بأرضهِا / ولكَم أقامَ حضارَةٌ ويَقودُ
ويدُقُ للحرمين نَبْضُ قلوبِنَا / نوراً وبيتُ إلهِهَا المَقصودُ
فاللهُ يا اللهُ كُنْ في حِفْظِهَا / فلقد دَعَوْتُ وللدُعَاءِ شُهودُ
الشاعر / ثروت سليم – مصـر
والقصيدة هنا بتصوير فني ومونتاج وإخراج رائع على اليوتيوب على هذا الرابط حيث نعيش أجمل اللحظات منذ دعوة سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام ورحلة الحج المباركة ثم السياحة بكل مدن المملكة العربية السعودية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى