أخبار مصرتحقيقات وتقاريرسلايدر

السيسي اعلن البدء بمنطقة التجارة الحرة بالقارة السمراء

**أفريقيا تسير في الإتجاه الصحيح نحو التكامل الاقتصادي
**قريبا إصدار عملة أفريقية موحدة
**مصر تدعم شعار صنع في أفريقيا

اجري الحوار/  محمد عوض

أكد الدكتور محمد عبد العزيز الخبير الإقتصادي والباحث غي الشؤون الإفريقية بمركز آراك للتدريب والاستشارات أن
العلاقات المصرية الإفريقية على كل الجوانب تشهد طفرة كبيرة منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة الجمهورية لافتا إلى اهم الطموحات و المعوقات لهذه العلاقات الهامة ابتي تصب في رخاء شعوب الدول الإفريقية. وإلى الحوار

س ما هي أهم الجهود المبذولة من قبل القيادة السياسية من أجل توطيد العلاقات مع الدول الأفريقية؟
ج منذ تولي السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي لمنصب رئيس جمهورية مصر العربية وهو يولي اهتماما خاصا بالدول الأفريقية وذلك لتخطي الآثار السلبية للبعد عن القارة الأفريقية منذ محاولة الاغتيال الفاشلة عام ١٩٩٥ في أديس أبابا للرئيس الأسبق حسني مبارك حيث تراجع التمثيل المصري على المستوى الرئاسي في المحافل والدول الأفريقية لكن منذ تولي الرئيس السيسي لمهام منصبه كرئيس للجمهورية وهو يقوم بمهام الزيارات الرئاسية للدول الأفريقية بنفسه وليس عن طريق إرسال من ينوب عنه فضلا عن دعوة مصر للكثير من المؤتمرات والندوات وورش العمل الأفريقية على أرضها وإطلاق مصر للكثير من المبادرات والفرص للدول الأفريقية .
س ما هي المشكلات التي تعوق تقدم وتنمية الدول الأفريقية ؟
ج هناك مشكلات تاريخية عديدة أهمها إنقطاع التواصل “الافريقي-الافريقي” جراء الاستعمار الأوروبي لدول القارة الأفريقية حيث خضعت كافة الدول وكافة القبائل الأفريقية لقوة المستعمر بفرض قوة السلاح وسياسة الأمر الواقع لكن فور حصول الدول الأفريقية على الاستقلال ظهرت الاختلافات بين قبائل الدولة الواحدة وظهرت الصراعات بين تلك القبائل بالإضافة إلى وجود حدود ملتهبة لدى كافة الدول الأفريقية الا ما ندر ، على سبيل المثال لا الحصر دولة السودان بحدودها القديمة قبل التقسيم كانت لديها حدود ملتهبة مع معظم جيرانها لذلك فإن كافة الدول وكافة القبائل الأفريقية اتجهت فور الاستقلال في افريقيا الى شراء السلاح والمنافسة على فرض نفوذ القوة بدلا من التكامل فأصبحت القارة الأفريقية مسرحا للعنف والحروب والارهاب وكل ذلك أدى لتراجع اقتصاديات الدول الأفريقية عما كانت عليه ايام الاستعمار الأوروبي بالإضافة إلى تفاوت الدول الأفريقية فيما بينها في مؤشرات التضخم ومعدلات النمو الاقتصادي والفقر وحجم الديون وكل ذلك يعوق فرص التكامل الاقتصادي والذي بدأت تدرك دول القارة الأفريقية أهميته منذ توقيع اتفاقية أبوجا عام ١٩٩١ لتأسيس الجماعة الاقتصادية الافريقية التي كانت طموحة جدا لكن فرص التكامل كانت متواضعة لتباين تلك الدول فيما بينها في المؤشرات الاقتصادية فضلا عن انتشار الجهل والفقر والمرض والصراعات المسلحة في ذلك الوقت .
س ما هي اهم خطوات ومراحل التكامل الاقتصادي بين مجموعة من الدول وهل أفريقيا تسير في الإتجاه الصحيح نحو التكامل ؟
ج خطوات اي تكامل اقتصادي بين مجموعة من الدول تبدأ باتفاقات تفضيلية للتجارة وهذا حدث عام ١٩٨١ بين العديد من الدول الأفريقية ثم تأسيس منطقة تجارة حرة ثم سوق مشتركة ثم اتحاد جمركي ثم اتحاد نقدي من خلال عملة موحدة وبنك مركزي موحد ، وهناك خطوات جادة نحو التكامل الاقتصادي بين الدول الأفريقية خاصة في السنوات الأخيرة حيث وقعت حوالي ٤٤ دولة عام ٢٠١٨ على اتفاقية منطقة التجارة الحرة وفي يوليو ٢٠١٩ قام السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بالاعلان عن بداية سريان العمل بمنطقة التجارة الحرة الأفريقية في القمة الأفريقية الاستثنائية في نيامي عاصمة النيجر ودعا سيادتة بقية الدول الأفريقية للتوقيع والانضمام إلى منطقة التجارة الحرة الأفريقية لما لها من أثر على زيادة التبادل التجاري بين الدول الأفريقية ومن المستهدف زيادة التبادل التجاري بين الدول الأفريقية بنسبة ٦٠% عام ٢٠٢٢ وهذا يدفع ايضا الى مزيد من التعاون والاستثمارات المتبادلة بين الدول الأفريقية وبعضها البعض ، ومما يؤكد على أن أفريقيا تسير في الإتجاه الصحيح نحو التكامل الاقتصادي وجود أجندة عمل أفريقية وضعها الأفارقة بأنفسهم للتعبير عن أولويات القارة الأفريقية وهي أجندة ٢٠٦٣ التي وقع عليها السادة رؤساء الدول الأفريقية بأنفسهم ، وفي إطار الوصول إلى خطوة التقارب بين المؤشرات الاقتصادية بما يسمح بالوصول للاتحاد النقدي واصدار عملة أفريقية موحدة فقد صرح السيد طارق عامر محافظ البنك المركزي المصري ورئيس جمعية البنوك المركزية الأفريقية أن الدول الأفريقية تسعى لإنشاء بنك مركزي موحد في عام ٢٠٤٣ تمهيدا لإصدار عملة أفريقية موحدة وللحد من التعاملات النقدية وزيادة التعاملات الإلكترونية بين الدول الأفريقية وبعضها البعض وبما يجعل حركة الأموال والافراد أكثر يسرا ويزيد من فرص الاستثمار في افريقيا ، لذلك فإن القارة الأفريقية تتجه بخطوات ثابتة ورؤية واضحة نحو التكامل الاقتصادي رغم أنها تأخرت كثيرا في تحقيق هدف التكامل ونتيجة لوضوح الرؤية والأهداف الأفريقية نحو التكامل الاقتصادي حاليا فإن كل القوى الاقتصادية الكبرى في العالم تتجه الان لتدعيم علاقاتها مع القارة الأفريقية .
س ما هي الأسباب التي تدفع دول مثل الصين واليابان وروسيا لزيادة التعاون مع الدول الأفريقية ؟
ج كما أوضحت لشخصكم الكريم والسادة القراء الافاضل فإن وضوح الرؤية والأهداف لدى دول القارة الأفريقية حاليا تدفعها الآن نحو التكامل بخطوات ثابتة وهذا عكس ما كان عليه الأمر من قبل حيث كانت الطموحات تقف عند حدود الكلام دون أي خطوات جادة على أرض الواقع اما الآن فإن الخطوات ثابتة على طريق التكامل .
س ما هي المقومات والإمكانات التي تتميز بها الدول الأفريقية وماذا تنتظر الدول الأفريقية من الشراكات مع القوى العالمية المختلفة ؟
ج أن القوة البشرية المتمثلة في شباب قارة أفريقيا تمثل حوالي ثلثين السكان ويبلغ متوسط تعداد الدول الأفريقية مليار ومائتان مليون نسمة في ٢٠١٨ ووفرة الشباب تعني إيدي عاملة رخيصة وهذا في ما يخص الموارد البشرية ، أما في ما يخص الموارد الطبيعية فإن القارة الأفريقية يوجد بها معادن نادرة مثل اليورانيوم والانتمونيا وتستحوذ قارة أفريقيا على ٣٠% من الاحتياطيات من المعادن وتستحوذ على ١٠% من احتياطيات النفط وتستحوذ على ٨% من احتياطيات الغاز الطبيعي ، وتتميز قارة أفريقيا بتنوع المناخ والمحاصيل الزراعية التي تقوم عليها الكثير من الصناعات مثل صناعة الشاي وصناعة القهوة وصناعة النسيج وصناعة الكاكاو ولدى القارة الأفريقية موارد مياه غير مستغلة بسبب كثرة المستنقعات في معظم الدول الأفريقية وزيادة معدلات البخر في المياه خاصة في دول خط الاستواء ، وتتميز القارة الأفريقية بموقع مميز يتوسط قارات العالم مما يجعلها محطة تلاقي للخطوط التجارية بين مختلف قارات العالم ، كل تلك المقومات تؤكد أن المستقبل القريب للقارة الأفريقية خاصة مع ثبات الخطوات الأفريقية نحو التكامل الاقتصادي واكثر ما تحتاج له الدول الأفريقية من الشراكات مع الدول الأخرى غير الأفريقية هو نقل الخبرات والتدريب على استخدام التكنولوجيا وزيادة الاستثمارات الأجنبية داخل القارة الأفريقية .
س ما هي القوى العالمية التي تتعاون بصورة كبيرة مع افريقيا وتمثل فرصا للنمو الاقتصادي في قارة أفريقيا؟
ج تعتبر كلا من الصين واليابان وروسيا دولا ليست من دول الاستعمار القديم بالنسبة للدول الأفريقية وتتعاون اليابان مع افريقيا من خلال مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في افريقيا “تيكاد” وتهتم بالاستثمار في افريقيا في مجالات الصحة والتعليم ، والصين تعتبر الشريك التجاري الأكبر مع افريقيا ولديها منصة تعاون مع افريقيا من خلال مؤتمر التعاون الصيني الافريقي ، وروسيا أسقطت هذا العام عشرين مليار دولار امريكي ديون مستحقة لها على الدول الأفريقية وتبلغ التجارة بين روسيا وافريقيا ٢٠ مليار دولار امريكي وتسعى روسيا لمضاعفة هذا الرقم خاصة من الصادرات الروسية في غير الصناعات العسكرية واطلقت روسيا هذا العام منتدى اقتصادي للتعاون مع افريقيا على غرار الصين واليابان وتعتبر كلا من روسيا والصين واليابان من الدول التي لا تتدخل في الشئون الأفريقية الداخلية على عكس الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية .
س ختاما ارجو من سيادتك توضيح اهم الخطوات التي اتخذتها مصر لدعم التعاون مع الدول الأفريقية اقتصاديا وكيف ترى المستقبل القريب وما هي أهم الأمور التي تود أن تتبناها الدولة المصرية لتعزيز التعاون بين مصر وافريقيا ؟
ج مصر قامت بالعديد من الخطوات الجادة لدعم التعاون مع القارة الأفريقية منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مهام منصبه حيث أطلقت مصر على المستوى الاقتصادي مؤتمر الاستثمار في افريقيا هذا العام ليكون منصة لجذب الاستثمارات لمصر وافريقيا وعلى المستوى السياسي أطلقت مصر ايضا هذا العام مؤتمر السلام والتنمية في اسوان ليكون منصة للتعبير عن رغبة القادة الأفارقة في احلال السلام لجذب جهات التمويل الدولية نحو القارة الأفريقية حيث يؤكد كافة القادة الافارقة في محفل دولي للسلام والتنمية على نبذ العنف وتعميق العلاقات بين الدول الأفريقية لإحلال السلام تمهيدا للتنمية ، وعلى المستوى العام فان مصر تدعم استكمال بقية خطوات عمل منطقة التجارة الحرة الأفريقية وتدعو بقية الدول التي لم توقع للتوقيع على الاتفاقية الخاصة بمنطقة التجارة الحرة الأفريقية ، مصر تدعم شعار صنع في أفريقيا ، مصر تدعم مشروعات الربط بين الدول الأفريقية وبعضها البعض لزيادة فرص الاستثمار والتبادل التجاري بين دول القارة الأفريقية ، زادت الصادرات المصرية للدول الافريقية من ٣.٧ مليار دولار امريكي عام ٢٠١٧ الى ٤.٧ مليار دولار امريكي عام ٢٠١٨ ومصر تساعد في تنفيذ مشروع الربط بخطوط سكة حديد بين القاهرة وكيب تاون لتقليل الوقت والجهد والتكلفة في عمليات النقل البحري لتصبح نقل بري من خلال خطوط سكة حديد تربط دول القارة الأفريقية ببعضها البعض ، مصر تدعم ربط دول حوض النيل بأوروبا من خلال طريق للربط بين بحيرة فيكتوريا والبحر الأبيض المتوسط كما تدعم مصر مشروع الربط الكهربائي بين القارات الثلاث اسيا وأفريقيا وأوروبا وسوف تكون مصر المركز لذلك الربط بين القارات الثلاث ، كل ذلك يؤكد أن مستقبل التعاون الاقتصادي بين مصر وافريقيا مستقبل أكثر من واعد وان مصر أضحت بوابة لافريقيا من جديد ، واتمنى اخيرا أن تقوم القيادة السياسية الاكثر من طموحة والاكثر من واعية بدمج كل ملفات التعاون بين مصر وافريقيا تحت مظلة مصرية واحدة ويمكن أن تكون تلك المظلة هيئة تعاون دولي افريقية أو مجلس أعلى للشئون الأفريقية وذلك لتيسير التعامل مع كافة الدول الأفريقية ولتوحيد الجهات المصرية المعنية بافريقيا في جهة واحدة تقوم بمخاطبة الدول الأفريقية وتقوم الدول الأفريقية بمخاطبتها هي وحدها مباشرة دون الحاجة لمخاطبة العديد من الجهات المختلفة ، وفي الختام أود أن أقول تحيا مصر ، تحيا افريقيا .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى