سلايدرمؤتمرات

في صالون حـزين عمـر الثقافى مثلث القوة يتحقق في القوات المسلحة

الاقتصاد والسياسة في تطـور ..أما الثقافة فهي عرجـــاء !!
العبقريات المصرية موجــودة..وينقصهـا العمـل المؤسسـي
قوة الأمم تكمن في هذه الكلمات الثلاثة : الثقافة …السياسة ..الاقتصاد..وهي متداخلة ومتشابكة ، بل ربما كانت متجسدة في كلمة واحدة هي ” الثقافة ” . وهذا هو المنظور الذي طرحه ( صالون حزين عمر الثقافي ) مؤخرا أثناء مناقشة ( مثلث القوة: الثقافة والسياسة والافتصاد ) . وقد استضاف قامتين وطنيتين عاليتين هما : اللواء سامح العشري واللواء الشافعي حسن عامر ، في وجود مؤسسي الصالون ورموزه من كبار المفكرين : اللواء محمود منصور والسفير سامي الزقم والدكتور مدحت الجيار والمستشار د.مجدي الجارحي والدكتور أيمن السيسي .
العباءة الكبري ــ إذن ــ لمثلث القوة وعناصر النهوض هي الثقافة : فمن خلال العقول البشرية الفذة والفلاسفة الكبار ولدت النظريات السياسية ، ومن خلالهم تحافظ الأمم علي هويتها من الذوبان في أمم أخري ..فالمفكر أستاذ السياسي ومعلمه ..وعلي المستوي الاقتصادي ــ كما أكد المتحدثون ــ يتحدد نمط الإنتاج : زراعيا وصناعيا وتجاريا بناء علي ثقافة المواطن ..كذلك الثقافة هي التي تحدد شكل الاستهلاك والادخار وتوجيه رأس المال وتنميته ، والمحافظة علي وسائل الإنتاج من أرض زراعية ومن آلات ومن مصانع ومن مبان ، وتحسن استثمارها .
هذه الثقافة أو الوعي أو العقلانية الموجهة لكل من السياسة والاقتصاد ، تتجسد وتتحقق بالنسبة لمصر في قواتها المسلحة ، التي اتخذت طريقا صاعدا بعد نكسة 1967 يتمثل في تجنيد المتعلمين والجامعيين . ووصل هذا التطور الآن إلي اعتبار خريجي الجامعة من الطب والهندسة وغيرهما هم الطلبة المندرجين في التعليم العسكري وكلياته المختلفة ، في ظل التطور التكنولوجي الكبير للأسلحة والخطط العسكرية وأجيال الحروب ..وما يتصل بهذا جميعا من صراعات تعيش مصر في القلب منها : سد النهضة ، ليبيا ، شرق المتوسط ، الإرهاب في سيناء وفي غيرها ، حملات التشكيك والإحباط والتشويه ..وقد نجح جيش مصر في كل المواجهات ـ لتعويله علي العقل والعلم والثقافة ، وكذلك نجح في أن يوفر ضروراته الاستراتيجية من الإمداد : كالتغذية والأدوية والملابس والصناعة وغيرها ، وأضحي كيانا اقتصاديا وطنيا عظيما حمي مصر من الانهيار بعد أحداث 25 يناير وفي عام الرمادة الذي استولي الإرهابيون علي السلطة خلاله.
بهذا المفهوم أصبحت عناصر القوة الثلاثة : الثقافة والسياسة والاقتصاد متحققة في القوات المسلحة ..لكن تظل المشكلة قائمة في القطاعات المدنية التي فشلت في تحقيق هذه الصيغة ، سواء أكانت هذه القطاعات تعليمية أو بحثية أو تجارية أو جامعية أو ثقافية ..والثقافة هنا يقصد بها المتحدثون في الصالون الكيان الثقافي الرسمي ، أي وزارة الثقافة التي رأوا فيها كيانا ميتا منذ سنين ، ويحمل الدولة ودافعي الضرائب المليارات ، وبدون أي عائد لها في مجال توعية المواطن ضد الإرهاب والتطرف والفساد ..لأن وزارة الثقافة نفسها ــ كوزارة التعليم والجامعات والإعلام ــ تعد حاضنة لجرثومتي الفساد والتطرف ..وتنشط هاتان العصابتان : الإخوان والفاسدون ، داخل وزارة الثقافة التي لا تملك رؤية ولا خطة ااستراتيجية ، لتحيلها إلي جثة هامدة بدلا من أن تصبح ذراع الدولة في دحر التطرف والفساد.
صالون حزين عمر الثقافي الذ ي أقيم بأتيليه القاهرة أكد المشاركون فيه علي أن وزارة الثقافة ليست هي الثقافة القومية ، بل إن ثقافتنا القومية : إنتاجا وإبداعا وتغلغلا قائمة قبل إنشاء هذه الوزارة وبعد إنشائها وبدون وجودها !! لكن بدلا من أن تصبح الوزارة عنصر دعم ومساندة لثقافتنا القومية ــ كما كانت قبل ربع قرن ــ تحولت إلي عبء ثقيل عليها ومعطلا لها !!
حظي الصالون بحضور كثيف من المفكرين والمبدعين والأكاديميين والإعلاميين ، ومنهم : صلاح زهير وأحمد عبده واللواء ياسر نبيه واللواء أيمن خطاب واللواء عطية السعيد ود.محمد ماهر قابيل ومدحت محيي الدين ومحسن عبد الحافظ وهيثم منتصر ووفاء أمين وعبد العليم اسماعيل وعبد الناصر العطيفي وممدوح الحلواني وحمادة الجندي وياسر مصطفي وحسن الشامي وشريف الجندي وحسام السندنهوري وعصام الشافعي وسعيد شحاته وأحمد الشوكي ومحمد أسامة ومينا سامي ود.مني محمد وجيهان جلال ومصطفي أحمد ماهر وياسين شكري وإبراهيم صقر وعلي فؤاد علي ..بالإضافة إلي مقرري الصالون : د.محمد راشد وعبد الرحمن الداقوفي وأشرف فتحي عامر .وقد رأي المتحدثون حتمية إفادة الحياة المدنية مما تتسم به المؤسسة العسكرية من الدقة والنظام والعقلانية والاعتناء بالبحث العلمي وتقديم الكفاءة علي ما دونها .حتي نستطيع أن نوظف مثلث القوة هذا لصالح مصر العامرة بالعقول والعبقريات في كل مجالات الحياة ..لكن ينقصها العمل الجماعي المؤسسي المخطط له بدقة علي المستوي القصير والمتوسط والبعيد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى