سلايدرمقالات

فهيمه الحسن / تكتب / المرأة العربية حبيسة مجتمعها وحقوقها المستهلكة

 

يستهلك مجتمعنا العربي حق المرأة منذ زمن بعيد ،حيث كانت تعاني القهر ، الظلم ، والعنف ، ورغم التقدم والتطور المعرفي الذي حدث في العالم فما زال وضع المرأة كما هو في السابق .
نمط الوصاية الذي تسير به مجتمعاتنا العربية في تعاملها مع المرأة ، لن يبني عقول مستنيرة بل هذا النمط سيجعل من نصف المجتمع فاقد للقدرة على التفكير والإستقلالية .
لقد نص العالم الحديث على ضرورة حصول المرأة على حقوقها والمساواة مع الرجل اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا وثقافيا
لكن في بعض البلدان هذه الحقوق بعيدة عن متناول الكثير من النساء التي يتم تجاهلها من قبل بعض التشريعات والقانون و أيضا من ثقافة المجتمع التي قامت على العادات والتقاليد المحاربة لحقوقها .
تعتبر حقوق المرأة : أمتيازات وجزء منها يجب أن تمتلكها و لايمكن فصلها عنها وهي حماية لوجودها حيث تضمن لها حق العيش الكريم والأمان وعدم التعنيف والإحترام والتعليم والعمل ، والمشاركة في الحياة السياسية .
لكن للأسف تحرم المرأة في مجتمعاتنا العربية من بعض هذه الأمتيازات بتفاوت حسب كل مجتمع .
الى يومنا هذا لم تتخلص المرأة العربية من العنف والضرب وحالات تصل فيها الى القتل ..
وكم من جرائم جسدية تتعرض لها ؟
بأسم الشرف والعار ، معدلات العنف بتزايد لا بالنقصان ..
قال تعالى :
(وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ )
الموؤدة من دفنت بالتراب وهي على قيد الحياة بدون رحمة خوفاً من العار والسبي في عهد الجاهلية ..
وفي عصرنا هذا مازالت المرأة تعامل على أنها عار لكن لما تدفن بالتراب بل أصبحت حقوقها تدس وتأخذ منها ..
الكثير من السيدات يناضلن لنيل حريتهن ، للأن في المحاكم تقام قضايا الإرث الذي يمنع قانون التقاليد من إعطاء الأنثى حقها
وكذلك الراتب لا تستطيع الإستقلال والتصرف به لأن الرجل ولي أمرها يحق له البت بأموالها وأمورها والذي أعطاه هذا الحق المجتمع والموروث .
وكم ، وكم من انتهاكات نراها على وسائل التواصل الإجتماعي ضد المرأة تضرب وتهان في الشارع على مرآى ومسمع الناس .
وهذا ليس بجديد ، لو استحضرنا التاريخ لوجدنا الكثير منها .
تم حصر المرأة في عالمنا العربي بالجنس وانجاب الاطفال إلا ما رحم ربي ، بعض الذين تبنوا قضيتها من الدعاة والمثقفين مطالبين بتحريرها من براثن الجهل والتخلف
وبالمقابل هناك من تغنى بجسدها ، من الادباء والشعراء إسهاماتهم الكتابية تحفل صراحة بوصف جسد المرأة حيث جعلوها ضمن إطار الشهوة والمتعة متناسين عقلها وتدبرها على الأرض ..
أما بعض الحركات السلفية والمتشددة المرأة في نظرهم عورة ، يرون أن الشيطان يتربص بها وممكن أن يتلاعب بشرفها ويدنسها ويهتك عرضها .
ألا يتربص هذا الشيطان بالرجل أيضا ويهتك عرضه ؟
‫أتعلم أيها المجتمع ..‬
يامن تطالب بالحرية والديمقراطية والإصلاح والتقدم .. الحل أمامك و بسيط جدا حتى تحصل على مطالبك .
‫ثقف المرأة حتى تحصل على بلد متقدم ، متحضر ..‬ فلا تعطل نصف المجتمع ،بل المجتمع .
الثقافة والمعرفة سلاح قوي فعال للنهوض بمجتمع قائم على الإبداع والتطورالمستمر .
المرأة أرض خصبة مثمرة العطاء مربية للذكور والأناث ، أول معلمة للطفل أول مغذي للمعرفة والفضيلة والأخلاق .
يجب الحرص على تربيتها واعدادها اعدادا جيدا للمستقبل فنحن نريد أجيال قوية مستقلة مبدعة مخترعة لا نريد عبيد يحملون في داخلهم الإحباط واليأس والحقد والجريمة .
مازالت المرأة تعاني من المجتمع الذكوري الذي صنع لها سجنا، وضعها خلف قضبان عقله ، فمن حقوقها الهامة يجب إخراجها من منظور العيب الذي صنعه لها هذا المجتمع ، رغم أنها مكرمة من عند الله سبحانه و تعالى أنزل الأحكام في كتابه المنزل وفي كل الشرائع السماوية التي تحفظ حقوقها وتنص على إحترامها .
تحرير المرأة وتعليمها لايعني الإنحلال والإنفلات بل يعني تغير النظرة إليها التي ظلت هي وجسدها تدفع ثمن الأفكار الظلامية والهادمة في الماضي والحاضر
والعمل لبناء مجتمع قائم على المعرفة والتطوير والتعاون والمشاركة بين الجنسين .
……………
فهيمة الحسن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى