مقالات

نهلة خرستوفيدس تكتب ” الملكة دي أمي

 

أمي هي من علمتني حروف الحنان ونسجت لي من قلبها سجادة لأسير في حياتي بأمان .
**تضحك أمي والحياة بكل ما فيها تبتسم
**تتدفق أحاسيسي ومشاعري ويفيض دمعي حزنا ممزوجا بفرحة الدنيا التي منحتني أما بقلب مليئ بالحب
إنها أمي أنا

**كنت أرتمي علي كتفها وأشكو لها من تعب الأيام فأنام علي رجلها فتسرد لي أجمل القصص والحكايات
وتداعب شعري بيدها الناعمة لأصير في خبر كان وأذهب في نوم عميق لم أناله من وقت فات
وكانت تجدل ضفائر شعري وتلمس علي جبيني وتتحسس يوميًا درجة حراراتي خوفًا عليًا و إطمئنان
**خوفها الزائد كان أحيانا ما يربكني ولكن نبض قلبها دائما يطمئنني علي نفسي لوجودها بالقرب مني واستمرار الحياة .
*أبدأ يومي بوجهها وأميل علي قدميها لأقبلها فتميل عليا في خجل لتجذبني نحوها وتأخذني في أحضان يملأها الحنان ؛ آه من حبك يا أمي.
**حين أغيب عنها ليومان فقط تأتي وقد تكون مرهقة وأرجلها متعبة وتطرق باب منزلي لتنهال عليا بالسباب فأنظر لها ضاحكة واحتضنها ثم أقول لها : انا من المشاغبات و هذه حركات البنات لقد قصدتها لأري كم الاشتياق وكم تحبيني وهل ستأتي مسرعة لزيارتي أم لا ؟، وهل سأبدأ صباحي برؤية نورك أم لا ؟
**فتضربني علي كتفي بخفة ودلال لتقول لي :
أنا لا املك إلا انتم فأنتم قطعة مني و قطفة من قطوف زرعة الحنان.
**أنتم بناتي وكل حياتي فقد كرست عمري لأجلكم ، وقلبي يفرح عندما أراكم في احسن حال
فأقول لها بصوت خافت :
**قبليني أمي من هنا ومن هنا أيضا وبعدها أخطفها في حضن دافئ لأغمض عيني لوهلة فيأخذني شريط الذكريات
**عندما كانت توقظني في صغري وتغسل لي وجهي بيدها وتذهب لتحضر ملابسي وشنطتي المدرسية وتذهب للمطبخ لتحضر لي أشهي السندويتشات.
**وتوصلني كل صباح وهي مبتسمة قائلة : أنتي إبنتي حبيبتي الجميلة ناجحة علي الدوام
*ثم أرجع لها لأشتكي من صديقتي واستفزازها المستمر لي فتضحك في وجهي وتنصحني بأجمل العبارات
**ثم تقول لي : المحبة ثم المحبة وأتركي عنك كل المضايقات لا تكترثي بهم ، ستمر الأيام ويكون ماضي عدى وفات .

*أمي حبيبتي كم اشتاق إليكي فأنتي الشمعة المقدسة التي تضئ لي الحياة .

*احبك احبك واعيش انا أيضا لأجلك
*أحبك ملأ البحر ووسع الفضاء وجنان عاشقي الشعر
*أحبك يا أمي وكأن الود والغرام ختم قوافية عليك
*ومهما سردت من حكايات عشقك لن أوفيك حقك .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى