مقالات

الشاعرة شريفه السيد ” تكتب” انت اكبر م القصايد “

رُحت بيت العيلة مَرة
بعد غيبة طويلة مُرة
قبل ما افتح جاني صوتها:
انتي جيتي .. ؟
قلت لأه…..
زي لما زمان قالتها وكان جوابي لأ ماجيتشي
كات بتضحك زي طفلة
ليها نظرة صافية جدا زي موناليزة دافنشي

صوتها دافي… يااااه وحشني
روحت ع الدولاب فتحته
خدت شالها الصوف حضنته
غُصت فيه ؛
لسه برضو الحضن دافي
لسه فيه ريحة شبابها وذكرياتها
لسه بيطبطب عليها ، وبرضو بيطبطب عليا
أصله يمكن حسّ بيا
حَسّ إني بقيت يتيمة …
حس بالعطش اللي خلا ريقي ينشف
حس إني مهما أكبر برضو محتاجة لحنانها

لسه بيطبطب عليا
حَب يرجع
قلت له خليك شوية ، لسه ما شبعتش من امي
اللي اخدت كل شيء حلو وجميل نور حياتنا

لسه فاكرة دموع عنيها
وهي بتقول غطي رجلي ،
حُطي ايدِك فوق دماغي ،
هاتي فوطة وطبقيها تحت جنبي،
لأه مش عاوزة العلاج،
طفي نور الاوضة حبة،
اصلي عايزة ارتاح شوية ،
إوعي تمشي …. !
…..
لسه إيدها ماسكة فيا
خاسة خالص
إيدها ساقعة
قلبي مخطوف مش مصدق
إن هيا اللي هتمشي

فجأة شوفت ذنوبي جاية بتعاتبني
ذنب لما كنت بتأخر عليها
ذنب لما كات بتديني النصيحة واسِد وِدني
ذنب لما صوتي يعلا وهِيَّا تهمس :
وطِّي صوتِك…!
الملايكة يسمعوكي…. !
.
الذنوب دي عذبوني
قلت بالله اعتقوني
قلبي أصلا مش مصدق إنها ما بقيتش بيننا

قلبي مقسوم من ساعتها
روحي راحت
لما شوفت الحب كله بيدفنوه
الحنان والرقه وام الذوق وابوه .!
.
. هيا دي ؟؟
هِيا دي اللي
كات بتسقينا المحبة ف الكاسات.؟!
كات تِحُوش اللقمة لينا مغمساها بشوق ولهفة وحكايات …؟ !
كات بتنشُر أمنياتنا ع السطوح..؟
كات بتخبز صبرها في الفجر دايمًا
كات ترُصُه ف المِشَنة قبل طابور الصباح
ناخدُه جوّة الشنطة ، نجري ع المدارس…
.
كات تحادي
كات تدادي
كات بتملا قلوبنا خير مش بس حب
وتذاكر لي
عاملة أبلة عليا حتى ف الانجليزي
كات تسمّعهولي كله
زي ما تكون بنت مدرسة اللغات
بس ايه :-)
انا واخده بالي
الكتاب مقلوب ف ايدها :-) ….. مش مهم – !
المهم ف ثانية تلمح – من عنيا- إني باتلجلج فترجع تديهولي :
راجعي تاني . مش هنام الا اما اشوفك حافظة صم
احلى أم… واغلى أم
ياما جات لي المدرسة وسألت عليا
كنت لما انقص بدرجة واحده بس
آكل العلقة التمام
كات تحب تشوفني طالعة الأولى دايما
كات تاخدني السيدة زينب ف ليلةالامتحان
ومنها نمشي ع الحسين
والدعاء الحلو بعد الركعتين
..
كل جايزة كات تفرّق بيبسي والشربات معاه
يعني دي حلاوة التفوق والنجاح
فرحة الأم الذكية
اللي كانت تنهتز فرصة وتجمع الجيران ع الفرح دايما

الجيران
بالمناسبة الجيران م الطيبة كانو مْخَلَّطين
إلا هيَّا
كات تقول احنا في حالنا
بس ساعة الجد تبقى
هي ست الكل وام الجدعنة وطمي السنين
ست بس 100/100
ست جايه بتًقلها من صلب خوفو
وكات تقول خفرع دا اخويا
ومنقرع دابني الصغير

.
ياااااه يا امي .. الجيران كنتي ليهم زي أم
خلتينا الكل واحد
يعني كان الفرح واحد ، ودمعة الاحزان تعم

كانوا زي السبحة ف أدين الملايكة
وهي لامة شملهم وجد وحنين
اي خدمة …. ؟
بيتها سجادة صلاه
وترنيمة تعزفها الإيدين الشقيانين

لما ماتت
كات وصيتها الجيران :
تفتحو البيت زي ماهو
الدِّبيح زي ماهو
والزكاه م البيت دهو ماتتقطعش
اوعو بيتنا يتقفل ف وش حد
عمَّروا البيت الكبير … اوعوا يدبل وردُه أبدا
ربنا يفتح عليكم
.
بنت عز …
‏حتى من بين الاسامي قالوا لها عز
‏اسم دال .
‏اسم كان مصنع رجال
‏عملاق لوحدُه
كان مثلها الشاطرة تغزل توبها بضوافر الحصان
واللي عنده دماغ وراس
يعمل اللي صعب يعملوه الناس
وللا لما تقول يا بت الكدب خيبة
واللا لما تقول يااااارب انت عالم باللي فيا
.
.
ركِّزِتْ ف الوحده بين أولاد شارعنا
المسيحي كات تعامله كأنه مسلم
كات تشجّع المدرس ( سيداروس )
تِمدح في شرحُه
كات بتعزمهم تمللي
ويفطروا ف رمضان معانا
حتى دكتورها اسمه ( جورج )
كات تقول هاتولي جورج، عاوزة جورج
حتى من كتر المحبة
كان اخويا يقول لها :
طب ما نعقِدلك عليه .. ؟!
فجأة ضحكتها الحبيبة ترن تاني
تقول يا وااااد ، عيب اختشي …
هو ده هزار برضو يا بني
يللا قوم بقا ، هاتلي جورج
.

كات بتدعم الاتحاد الاشتراكي
في اجتماعهم ف المدارس
ثورجية
لما مات ناصر كأنه كان أبوها
دمعها نازل نزييييف
جوم يعزوها الجيران
زي ما يكون العزا ف شارع السويفي رقم 8 .
ّّ..
….
ياااااه يا امي
حاسه بيكي
كنتي نعمة ربنا اللي كان بيرزقنا عشانها
كنتي جنة واتحرمنا بدري منها
.
.
ياااا حبيبتي
نفسي فيكي
نفسي أرجع طفلة تاني وتضربيني
كف حنية و حنان
وكف خوف
كف مسؤول عن حياتنا، عن الي جاي
.
فاكرة يامه.. ؟!
لما كنتي تقولي : سمِّي
وارقي نفسك
حُطي مصحف جوة جيبك
اوعي م التأخير لا الوشك
صوني نفسك
تمشي ف الشارع شاويش
فاهمة وللا ..؟
والبنات ف الجامعة حتى طلعوها عليا
كانوا لما يشوفوا ضللي
‏ف عز ضحكتهم يقولوا :
بس بس الشاويش شريفة جات .. :-)
.
.
فاكرة يامَّا ؟ !
لما قلتي الشعر مايأكلش عيش
كنتي عارفه واحنا لأ
كنتي شايفة واحنا لأ
انتي ايه… ؟
ربنا منور بصيرتك .؟
وللا يعني اداكي علمه….؟
وللا اتعلمتي فين .؟
ّ.
طول حياتي نفسي أكتب لك قصيدة
والقلم يعصاني دايما
كنتي أكبر من قصيدة
كنتي اكبر من ديوان
دانتي مايكفيش في وصفك 100 ديوان
كنتي تركيبة عجيبة م الشقا وبركان حنان
كنتي شموسة حياتنا وفاكهة نادرة
وضحكة على وش الغلابة
جابرة خاطر كل من خانه الزمان
كنتي حالة
واستحالة حد يعرف يوصفك
داحنا محتاجين لوصفك ترجمان
كل فتفوته ف ملامحك
عاوزة قاموس المعاني
يا بديع نَص الاغاني ، يا سليلة أصفهان

كنتي .. كنتي … وياما كنتي
حتى بيتهوفن يقوللك دانتي بنتي
ما انتي معزوفة غيطان
كنتي تكعيبة وساقية ومهرجان

يا ملاكة في شكل انثى
كنتي لازم يتعمل لك صولجان
كنتي مفتاح نيل وهِلب ومجدافين وشمعدان
كنتي مفتاح القصيدة ف بيت يوحنا المعمدان

فالقصيدة دي لقلبك
لا لعقلك لاتزانك…
ياللي محفورة ف مكانك ، جوة قلبي
لا لإيدك ولعنيكي
للشهامة والكرامة ولجمال الابتسامة
القصيدة دي ليكي كُلك
دي الوحيدة اللي يمكن عارفه تحكي عن غرامي الحلو فيكي
هاتي صوتك ، صبَّريني
هاتي صوتك ، لمي دمعي ، لملميني
هاتي صوتك ، سمعيني
قولي تاني : انتي جيتي … ؟

خللي قلبي يهدا حبة
بيتعصر قلبي امّا اجيلك
وافتح الباب مالقاكيش
.
#كتاباتي
#شريفة_السيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى