دردشة كورونية ..
لا أستطيع أن ابقى بالبيت …أنا أعمل بالمجال الطبي)
لكن ماذا لو؟!!
تنازلت عن ارتداء الأبيض وتنحيت عن ان أكون عضوا في الجيش الأبيض!!
ماذا لووو؟!!
لم أكن ضمن الجنود المجهولين في خط الدفاع الاول؟!
ماذا لو!! تبادلنا الأدوار وجلست أنا مكانك أتلقى العلاج على فراش المرض !!
أغمضت عيني ..أسقط في هاوية مظلمة لا أعلم نهايتها ومستقرها …أصبحت قريبا من القاع …ويمر شريط الذكريات قبل لحظة الحسم..لحظة النهاية او المالانهاية !!!
أنت مصاب بفيروس الكورونا ..لقد تم عزلك هنا ..وأنا الطبيب المعالج وهذه الممرضة متأهبلة لتلبية احتياجاتك ..فقط ما عليك الا ضغط الزر بجانبك عندما تحتاجنا…رافقتك السلامة …
أنظر حولي …مكان جميل مريح ..لكن احس بالضيق والأختناق..اظن ينقصني الكثير …لم أعتدالوحدة..أين صوت التلفاز يبدد صمت المكان ؟!! أين هاتفي الخاص؟؟ اللعنة لا يوجد اتصال بالشبكة ولقد قاربت طاقة شحن الجهاز على النفاذ…لا بأس اذن بقليل من الطعام ؟؟..ما هذا لا أجد به ما أفضل وأشتهي..فلأصلي اذن ركعتين وأدعو الله ان تزول هذه الغمة…يارب لا ملجأ لي سواك …اللهم اني أعوذ بك من الهم والغم والحزن وسوء الأسقام…ترى هل سأرى عائلتي ثانية أم أنها الخاتمة !!؟ ما مصير أبنائي !! هل والديا سيتحملان خبر فراقي ..!!!اللهم اني استودعتك أهلي وعائلتي يامن لا تضيع عنده الودائع…احفظهم بحفظك يا الله…
يغلبني النعاس ..فلأضع رأسي على وسادتي ..أغمضت عيني …أسقط في هاوية مظلمة بلا قراااار…ترى هل هي النهاية او المالانهاية؟!!! ….وفجأة
استيقظ..هيا أسرع ..لا يوجد وقت …ارتدي رداءك الأبيض..لا يجب أن تكون هنا …مكانك ليس هنا ..
مكانك بالصفوف الأولى في الجيش الأبيض …أنت في خط الدفاع الأول …
بقلم …دكتورة ميرو(د.مروةسعيد ) ..
