سلايدرمقالات

نهلة خرستوفيدس “تكتب” رفقا بالبركة الخفية

استوقفني رد شاب عربي عندما كنت أحث الناس بضرورة الالتزام والتواجد بالمنازل خلال الفترة الحالية التي نمر بها وتعرض العالم كله لمكر فيروس الكورونا
قال لي : أنا ملازم للمنزل ولا أخرج إلا لعملي وأرجع مسرعا لأتابع أعمال النظافة بمنزلنا وأجلس لرعاية والدتي في مرضها
فقد رق قلبي لهذا الشاب لجمال روحه وحسن خلقه وكم هو بار بوالدته ، لم يتمرد علي وضعه ولم يتأفف من الظروف
وقد تفرغ لرعايتها فهي بالنسبة له ( أمه وأخته وزوجته وبنته ) بكل حب طواعية

أعلم تماما أن كثير من كبار السن يتعرض للإساءة من قبل بعض أفراد المجتمع وبعض المقربين
فقد رأينا في حياتنا أمثلة كثيرة حيث تمت إعتداءات جسدية بالضرب والحرق وإعتداءات جنسية وتم التحرش بهم ، والإساءة النفسية والتهديدات المختلفة
ومنهم من تعرض للأستغلال المادي وإستباحة ممتلكاتهم ونهبها بشكل غير أخلاقي وغير قانوني
وآخرين تم إهمالهم وحرمانهم بشكل متعمد من الأدوية و الغذاء والنظافة من قبل مقربين
كل فرد منا سيصل في يوم ما لهذه المرحلة والبعض لن يقدر علي رعاية نفسه في مرحلة الكهولة
لذا يجب أن يحظى كبار السن بالأهتمام والرعاية الكافية من قبل الأهل ووضع إعتبارات كثيرة عند التعامل معاهم منها :
* حساسيتهم الزائدة فهم يحبون أن يكونوا محط الاهتمام بصفة دائمة ويتحسسون جدا عند افتقادهم لأحبائهم رغبة منهم لتواجدهم بين أولادهم وأحفادهم باستمرار
*يؤلمهم بعدك عنهم وانشغالك بهاتفك في تواجدهم
* إعتزازهم بماضيهم وذكرياتهم وبطولاتهم ومغامراتهم وقصص نجاحاتهم إنتصاراتهم الجميلة التي يرددونها دائما لأحفادهم
* وقراراتهم وخبراتهم في الحياة وعن مفاتنهم حيث كانوا محط أنظار الجميع في شبابهم
* ومنهم من يسخر من كل شئ لا يعجبه تصرفات الآخرين ، يعيش مفتخرا بأجواء الزمن الجميل الذي كان يعيشه مفعمًا بالحيوية والشباب

يجب أن تعرف كيف تتعامل معهم جيدا وذلك بطرح الأسئلة عليهم بدلًا من إلزامهم بالشئ ، وأنهم جزء أساسي من عملية صنع القرار ولديهم القدرة علي التحكم من كل جانب
وتذكيرهم دائما بعمليات حسابية بسيطة أو تذكيرهم بقصص قديمة مرت عليهم لتشغيل ذهنهم

يجب عليك قضاء الوقت معهم والتواصل والمشاركة في أحاديث مختلفة والاستماع إليهم دائما وسؤالهم عن احتياجهم ومخاوفهم وإدخال الفرح داخل قلوبهم

ومن أجمل ما قيل عن كبار السن ؛
( ذهب الشباب فما له من عودة *** وأتى المشيب فأين منه المهرب )
علي أبن أبي طالب
( أكثر ما يخيفني في الشيخوخة ليس الوحدة وإنما التبعية )
( إيزابيل الليندي )

فقد حستنا الأديان السماوية على إحترامهم فقد كانوا شباب يومًا من الأيام مثلنا
وقد قال سبحانه وتعالى :
( ثم جعل من بعد قوة ضعفًا وشيبة )
وفي الحديث الشريف :
( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ، ويوقر كبيرنا )

هذا وقتنا لنرعاهم و نقدم لهم يد الحب والعطاء وإحتوائهم في جميع حالاتهم

رفقًا بهم فهم ( أبيك وأمك وجدك وجدتك )
فأنت أولي برعايتهم
كن العوض عما فقدوا وكن عكازًا لهم
سلام عليهم وسلام علي من يرعاهم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى