مقالات

وفاء العنزي تكتب ” وتستمر الحياة

رست سفينة العمر في شاطئ الخمسينات،شاطئ كله هدوء ونضوج،شاطئ كسر فيه صمت النساء،شاطئ احتواني بكتير من مشاعر وأحاسيس،لكي لا أصاب بالكآبة وأموت في أحضان وحدة وحزن دفين،كلما تقدم بي العمر،فالحرمان يلف روحي بدتار الوحدة والقسوة ونظرة الآخرين التي ما تزيد إلاحجم المعاناة.
أنا امراة تجاوزت الخمسين،أنا امراة يعني إنسان،لست بضاعة أقاس بمدة صلاحية الإنجاب ،
أنا السيدة ذات الإحدى وخمسين ربيعا،بل انا الشابة التى تحب الحياة،لا أشعربدراما الكهولة،فالحياةلا تقاس بالأرقام،ولا بعدد السنين بل تقاس برضا الله والتقة فيه،تقاس بالأمل والتفاؤل.
أعيش حياة طفلة تشتاق دوما لرؤية شمس نهار،أعيش حياةفتاة تتوق ليوم جميل،ربيعي مشمس معطربأريج عبق ،أعيش حياة أنتى ناضجة تتطلع لمستقبل زاهر ،طموحة وناجحة. فأنا لا اسمح للأرقام أن تجعلني أنكسر،اوأسمح للأيام ان تهزمني، بل انا السيدة عفوا الشابة التى تحب الحياة،تقتي بقدراتي كبيرة،وتقتي في الله أكبر،فأنا إن وجدت في هذا الكون ليس لأتعلم الطهي،وأتزوج وأنجب وأصبح أما فجدة فأرملة ،بل لأرمم حياتي لا ان ترمم لي،أريد أن أحصل على شهادات عليا،أريد أن أحفظ القرآن الكريم كله،أريد ان أدرج لكل الفنون،أمارس عدة رياضات،أكتب،ارسم ،اعمل أكتر لأعطي الأحسن، أسافر،أريد…….. .وأريد…….وأريد……والله يريد……….،أريد أن لا اعيش حياة تافهة،أدفن آمالي في جلسات ترترة،ولا حتى ان اكون تائهة بين محلات الموضة أبحت هنا وهناك،بل أفضل ان أعيش لنفسي، وأسعى لتحقيق ذاتي،لا أريد أن أعلق سعادتي برأي الآخرين عني وأعيش كما أرادوا أن يروني بل أعيش بطريقتي بلا ألم،بلا حزن،بلا جرح،بلاغذر، بلا خيانة……..
أعيش الحياة ولا ان أعيش لها، أبحت بين التنايا عن دفئ الحب في ملامح كل من يحبني،فالحب أمل وقوة.
فخورة بنفسي ولا أنكر حقيقة عمري،لست ممن يقال عنهم انتهت صلاحيتهم، ولست ممن كن ضحيات عقول متجمدة ،
عذرا فأنا لا أريد أن أشبه كل النساء،وأصبح ممن دخلن في سن أسموها سن يأس، مخطئ من يعتقد ذلك،فهو سن أمل وعطاء وإبداع ،سن حب وتمرد على الذات، نعم تمردت على نفسي كي لا أسقط في براتن الإكتئاب وأقع أسيرة للالم،حزنت فبكيت،وفرحت فضحكت،ولكني رغم كل الألم عشت فتعلمت.
مخطئ من يعتقد أن الجمال والأناقة مرتبطان بسن معينة،أحس براحة اكتر في حياتي لأني اعتنيت بصحتي وباخلاقي وشكلي ،وقبل كل هذا اعتنيت بديني وعقلي،وجدت راحتي النفسية مع قلوب ملؤها المودة والرحمة، والحب .
صعبة هي الحياة فالطريق شاق واستكماله لوحدي بلا شريك ،بلا رفيق لتصير انت والحزن فريق وتجد وجهك بين الدموع غريق، وفجأة يتحول الأمل لجسر أعبره ،وارسم ابتسامة،وأمسح دمعة،وأخفف ألما ،وغدا ينتظرني وماض قد رحل وتواعدنا على أفق فجر جديد لتستمر الحياة….. مودتي ومحبتي.
وفاء العنزي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى