مقالات

وفاء العنزي تكتب من المغرب رحلة الأمل

رحلة مع الأمل
عظمت أحزاني ولم أعد أتحمل بشاعة الأمر الذي يعيشه العالم، والخوف الذي سيطر على قلوب الأمم من احتمال فقدان عزيز بسبب الوباء هنا أو هناك، أصابني الهلع وخفت من فيروس صغير لم يميز بين غني ولا فقير، بل أرعب كل بقاع العالم.
لم أجد حلا سوى أن أستسلم وأذهب إلى مكان خال لأنفرد بنفسي، وذهبت لمكان أعشقه،مكان خلاب أنساني همي،بين أشجار وارفة وأزهار جميلة، حيث تنام قريتي وادعة بين أحضان الجبال،فالبحث عن النقيض المطلق لحياة المدينة كان من بين شروطي للتغيير.
قريتي التي كانت في يوم من الأيام جنتي وحاضنتي وعشقي الأول، هربت بنفسي من آهات المدينة، لأرتمي في حضن الطبيعة وأستمتع بسحرها الأخاد، كنت هائمة ونفذ صبري من أخبار هذا الوباء الفتاك وما فعله بأعتى الجيوش العالمية ولم يميز بين عرق وآخر، فخرجت إلى حديقتي التى أمضيت طفولتي بين أرجائها، شرد ذهني فهب علي نسيم وداعبت أشعة الشمس المشرقة وجهي بكل رفق وحنان،فنسيت أمر البلاء، وشعرت بسكينة تغمرني ودفء يلف جسدي، فرأيت الشمس تهمس للسحاب همسات وتنظر إلي بنظرات حب وأمل وتحاول أن ترسل لي عبرها عبارات الفرح والثقة بالله بأنها ستفرج قريبا، فلنا رب لن يتركنا أبدا.
وبدأ وجهي مشدوها بين الحزن والفرح، لأنظر نظرة تفاؤل بأن بعد كل غروب منظر رائع وبعد كل شتاء ربيع وبعد كل سحابة قطرات غيث وبعد كل دمعة ابتسامة وبعد كل عسر يسر.
فجأة أحسست بنسيم عليل يشفي العليل، يلاعب شعوري معطر بأريج الورود وفوح المسك الفتيق،التفت إليه وناجيته، خذني إلى عالم الخيال، عالم حيث لا محال، حيث لا يوجد ما يضر، واصطحبني إلى مكان حيت لا يوجد من جمال ماعدا جمال وجوه أكن لها كل الحب والإحترام، وجوه مبتسمة راقية صادقة بيضاء كبياض الثلج البلوري وجوه صافية كصفاء الماء العذب.
استعذت ربي من كل ضر وسألته الخير في كل درب لي ولكم آملة بأن القادم أجمل، ونهضت وفضفضت أحزاني من علي ووقفت واتفقت ورافقت عزمي وإصرار ي على متابعة نزال الحياة بكل قوة وتفاؤل وحماس، بعدما كان الألم يعتصر قلبي ويثقل وجداني،حينها قبلتني الشمس بأشعتها وألقت علي بظلالها أنوارا من الأمل ووعدتني بزائر جميل مشرق يأتي في موعده كل يوم.
فقد تملكني حنين لكل شيء، أحن لأمي وابي كي أرتمي في حضنيهما، أحن إلى أحبائي ببلاد المهجر،أحن إلى اجتماع المساء وفرحة اللقاء مع الاصدقاء على فنجان قهوة، أحن إلى ضجيج الشوارع، أحن إلى غبار السوق، أحن إلى……….فيا ربي عجل لقائي بهم، وأجرنا وأغثنا واكشف عنا البلاء وقومنا وارحم عجزنا ولكن لنا ولا تكن علينا يا أرحم الراحمين.
تأملت الغروب وترقبت قرص الشمس يغوص في الأفق، ودخلت غرفتي واغمضت عيني واستسلمت لنوم هادئ رغم كل شيئ ،آملة في غد أفضل وحياة أحسن ولو بعد حين بإذن الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى