اقتصادسلايدر

أسهم صناعة السيارات يصيبها ضرر بالغ مع أزمة فيروس كورونا

 

شهد العالم تغيرًا جذريًا خلال الأشهر القليلة الماضية بسبب جائحة فيروس كورونا التي جعلت الاقتصاد العالمي يعيش حالة من الركود لم يشهدها منذ عقود، لا يوجد قطاع يُستثني من هذا الركود، فعمليات الإغلاق لكبري اقتصادات العالم لمدة تجاوزت الشهر تكاد تكون غير مسبوقة وقادت جميع الأسهم العالمية في سوق تجارة الأسهم إلى أداء كارثي في كافة القطاعات.

كان قطاع صناعة السيارات واحدًا من أكثر القطاعات تضررًا بوباء فيروس كورونا الذي كان يعاني بالفعل من تباطؤ هائل، وجاء الفيروس ليجعل الأمور أسوأ مع انخفاض أسعار أسهم مصنعي السيارات.

لم يكن العام الماضي مثمرًا لمصنعي السيارات والشركات المساهمة فيها، بسبب العديد من العوامل التي أثرت بشكل مباشر أو غير مباشر إلى التباطؤ منها تحول معايير انبعاث المركبات BS-VI والارتفاع الكبير في تكلفة المركبات والتباطؤ الاقتصادي العالمي بسبب الحرب التجارية، ومع بداية هذا العام هز العالم جائحة فيروس كورونا لتتأثر صناعة السيارات بشكل قوي مثل كل الصناعات.

فيروس كورونا يمكن أن يخفض الانتاج العالمي من السيارات

تعرضت أسهم السيارات لضربة قوية مثل الكثير من أسهم شركات الطيران والرحلات البحرية، حيث فقدت أسهم شركات السيارات ما يقرب من30% -40%من قيمتها في آذار/ مارس، لكن هذا الاضطراب التلقائي الناجم عن فيروس كورونا يخلق بعض الفرص لاقتناء أسهم السيارات بسعر منخفض التي يمكن أن يستفيد منهالكثير من المستثمرين.

أعلنت معظم شركات صناعة السيارات عن إغلاق بعض مصانعها وتعليق خطوط الانتاج ضمن إجراءات التصدي لانتشار فيروس كورونا، وعانت بعض الشركات من خسائر حادة في الانتاج بسبب نقص الأجزاء التي يتم استيرادها من الصين، الأمر الذي خلق أزمة كبيرة في صناعة السيارات.

ومن المتوقع أن يتسبب الإغلاق في خفض حجم الانتاج العالمي من السيارات بأكثر من 1.4 مليون سيارة خلال 2020، وهذا بدوره سيؤثر على أرباح الشركات التي ستعاني أغلبها من أزمات مالية كبيرة.

تراجعت أسهم شركة فيات كرايسلر بنحو 36.3% في شهر مارس عقب اعلانها عن إغلاق أغلب مصانعها في أوروبا، كما هوت أسهم شركة جنرال موتورز وفورد بأكثر من 30%، ولكن عقب الإعلان عن خطط تحفيزية ضخمة من قبل الولايات المتحدة لمواجهة تداعيات فيروس كورونا، انتعشت أسواق الأسهم العالمية ليقفز مؤشر داو جونز الصناعي بأكثر من 11% مسجلًا أكبر ارتفاع يومي منذ عام 1933في 24 آذار/ مارس الماضي.

وارتفعت أسهم شركات السياراتحيث أضافت أسهم شركة فورد ارتفاعًا بنحو 23.5% أما سهم شركة تسلا فقد حققت مكاسب بأكثر من 16%، وصعدت أسهم جنرال موتورز بنحو 20% بعدما أعلنت الشركة عن سحب ما يقرب من 16 مليار دولار من الائتمان للحفاظ على سيولة الشركة.

تراجع مبيعات السيارات بسبب كورونا

لا يزال وباء فيروس كورونا يؤثر سلبًا على صناعة السيارات العالمية حيث لا تزال المصانع مغلقة ويظل المستهلكون باقيين في المنزل، لذا فمن المتوقع أن تتراجع مبيعات السيارات في جميع أنحاء العالم بنحو 22% هذا العام لتصل إلى 70.3 مليون وحدة، مدفوعة بتراجع بنحو 26.6% في الولايات المتحدة فقط لتصل إلى 12.5 مليون وحدة مقارنة بالعام الماضي، لتكون أسوأ تراجع في حجم المبيعات منذ عام 2010.

وهبطت مبيعات السيارات الأمريكية بشكل حاد خلال شهر آذار/ مارس على إثر تداعيات فيروس كورونا، وأعلنت شركة فيات كرايسلر أن مبيعاتها سجلت انخفاضًا خلال الربع الأول بنحو 10% بالرغم من ارتفاع المبيعات في شهري يناير وفبراير، وقالت الشركة أن المكاسب القوية في شهري يناير وفبراير قلصت من حجم الخسائر التي كانت الشركة ستتكبدها، أما شركة جنرال موتورز أعلنت عن تراجع مبيعاتها بنحو 7% في الربع الأول.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى