أخبار عربيةسلايدر

بردة تركي آل شيخ في مديح المصطفى صلى الله عليه وسلم دراسة نقدية تحليلية بقلم أ.د السيد أحمد أبوشنب رئيس قسم الأدب والنقد بكلية اللغة العربية بالقاهرة

شخصية تركي آل شيخ متنوعة المواهب، متعددة العطاءات فهو رجل اقتصادي من طراز فريد له نظرة ثاقبة في الاستثمار وأحواله يعرف متى وأين وكيف يضع أمواله ، ولأن الصدق رأس ماله، والعمل الجاد الدؤوب يشاركه في جميع احواله، يبارك الله في أمواله، فيأتيه الربح من حيث لا يحتسب ، فيفيض عطاؤه ، ولا ينقطع سخاؤه…
وهو رجل رياضي محنك بل خبير في الرياضة عليم، محب الساحرة المستديرة، مشغوف بمتابعتها في أنحاء المعمورة، مشجع على نهضتها بكل ما أوتي من قوة وإبداع…ولن نتبين فضله على الكرة المصرية إلا بعد حين ويكفيه فخرا أنه قضى على نظام القطبين الكبيرين في الكرة المصرية ، وجعل بيراميدز قوة ثالثة يخشى بأسها ، ويعلم قدرها…
وهو وطني أصيل، بتعشق تراب بلده، ويبذل الغالي والنفيس في سبيل عزته ونهضته،ومثله الأعلى في ذلك خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين ، الأمير الشاب الطموح المحدث، آية أوانه، وسابق زمانه الأمير محمد بن سلمان أيده الله بنصره وبالمؤمنين، لذلك فهو محب لقيادة بلده، يقدرها قدرها ، ويحذو حذوها …
وهو مع ذلك كله اديب أريب ، وشاعر عجيب ، وإن تعجب فعجب أن حبه لبلده الثاني مصر جعله يتكلم بلهجته ويدبج جياد قصائده بلسان أهلها ، ومن منا لا يطرب من رائعته عن برج الحوت التي شدا بها الهضبة عمرو دياب فأبدع وأمتع وشنف الآذان…
لكن تركي فاجأني في الفترة الأخيرة بنشر قصيدة دينية رائعة بدا فيها حبه للرسول صلى الله عليه وسلم الذي يراه فردا لا مثيل له في الكون كما يبدو من قوله: ” ومثلك ما مشي ع الأرض…ولا مثلك أحد بيكون”
كما أنه ممتلئ بالرسالة المحمدية، والغاية من إرسال المصطفى صلى الله عليه وسلم، فهو يرى أنه بعث ليزيل الجهل ، ويبدد الظلام، وليشيع النور في الكون، وليهدي الناس جميعا لطريق الحق والإسلام دين البشرية الخالد، يبدو هذا في قوله:” بعثك الله تزيل الجهل..تبدد ..شدة الإسلام… تنورنا ..وتهدينا..لدرب الحق والإسلام” وفي القصيدة ذكر لمناقب الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم فهو” خير وهدى ورحمة..وفضل والبشر نعمة” وهو” عظيم القدر..كريم الخلق” وهو”أمين صادق ومصدوق..نبي رب السما من فوق” وهو” رسول الحق..وخاتم أنبياء الله..ورحمة من السما مهداة” وهو ” صادق الأقوال” و ” صادق الأفعال” وهو ” نبي المعراج والإسرا” وهو”شفيع المسلمين” جميعا ، وهو ” رفيع القدر…عظيم الجاه ” و ” سر النور والمنبع ” إلى آخر هذه الصفات التي ذكرها تركي .

والذي يسترعي الاهتمام أن تركي يمتاح معجمه اللغوي في هذه القصيدة من دائرتين لفظيتين : الأولى دائرة ألفاظ الحب ، فمفردة حب وما يدور في فلكها بالاشتقاق أو الترادف تنتشر في القصيدة انتشارا واسعا بما يدل على حب الشاعر للنبي صلى الله عليه وسلم، واتخاذه مثلا أعلى له في حياته، وإعجابه بمناقبه وخلاله.
فمفردة حبيب وحدها وردت سبع مرات ، ست منها جاءت مسندة إلى ياء المتكلم التي تعود على الشاعر .

الدائرة الثانية ألفاظ النور فالقصيدة ينتشر فيها انتشارا ملحوظا الفاظ النور ، فمفردة نور وحدها وردت أربع مرات، وانتشار هذه المفردات يشي بالحالة التي تلبست تركي في أثناء نظم هذه القصيدة.
وبعد فالقصيدة تكشف عن النزعة الدينية والحس الإسلامي عند تركي آل شيخ ، كما تبرز تمكنه في الإبداع الشعري، وامتلاكه الرؤية الإبداعية، وقدرته على التعبير والتصوير. [email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى