إسلام عبد الرحيم يكتب: الوحدة الوطنية قوة لا تهزم

تحل علينا ذكرى العاشر من رمضان، تلك الذكرى الخالدة التي ارتبطت بملحمة العبور العظيم واستعادة الكرامة الوطنية في حرب أكتوبر 1973، ففي مثل هذا اليوم من كل عام، يتجدد في وجدان الأمة المصرية والعربية شعور الفخر والانتصار، حينما اجتمع الصيام مع الجهاد، والإيمان مع العزيمة، ليكتب الجيش المصري واحدة من أعظم صفحات المجد في التاريخ الحديث، حيث تمثل هذه الذكرى، محطة مهمة في تاريخ مصر، حيث يُحتفى به كل عام تخليدًا للبطولات والتضحيات.
إن ذكرى العاشر من رمضان ليست مجرد يوم في التقويم، بل هي شهادة حية على قدرة الأمة المصرية على مواجهة الصعاب والانتصار على التحديات، وستظل هذه الذكرى رمزًا للفخر والعزة، ودليلًا على أن النصر حليف من يملك الإيمان والعزيمة، ويبذل الغالي والنفيس من أجل وطنه، كما أن الجيش المصري يستلهم من هذا النصر دروسًا في التخطيط الاستراتيجي، والاستعداد الدائم للحفاظ على أمن البلاد.
لم تكن مصادفة أن يأتي النصر في شهر رمضان، شهر الجهاد والصبر، فقد استلهم الجنود روح العزيمة والإيمان، وصام معظمهم رغم شدة المعارك وصعوبة الظروف، وقد ذكر العديد من القادة والجنود لاحقًا أن الصيام زادهم قوة وتركيزًا، وأشعرهم بأنهم يخوضون حربًا مقدسة لاستعادة الأرض والكرامة.
كانت حرب العاشر من رمضان مفاجأة كبرى لإسرائيل، التي لم تتوقع هجومًا بهذا الحجم والدقة في التخطيط، وأثبت الجيش المصري قدرته على تحطيم الأسطورة التي طالما روجت لها الدعاية الصهيونية، بأن جيشهم “لا يُقهر” فقد سقطت تحصينات خط بارليف في ساعات، ورفعت الأعلام المصرية على الضفة الشرقية للقناة، وبدأت إسرائيل تتكبد خسائر فادحة في المعدات والأرواح.
دائما تجسد الوحدة الوطنية بين المصريين الانتصارات حينما التف الشعب المصري بكامل أطيافه خلف قواته المسلحة في معركة العبور المجيدة، هذه الذكرى الخالدة ليست مجرد تاريخ، بل درس في الوحدة الوطنية والتكاتف بين الجيش والشعب من أجل استعادة الأرض والكرامة، وكان الجميع على قلب رجل واحد، يدركون أن معركة التحرير ليست مسؤولية الجيش وحده، بل مسؤولية أمة بأكملها، من هنا نقول أن الوحدة الوطنية ليست مجرد شعار، بل هي سلوك وممارسة يومية تبدأ من الفرد وتمتد إلى المجتمع بأسره، وعندما يكون الشعب متحدًا، فإنه قادر على تحقيق النهضة والتقدم، وحماية وطنه من أي مخاطر داخلية أو خارجية.
تلك الملحمة الوطنية التي سطّرها أبطالنا من رجال القوات المسلحة بدمائهم وأرواحهم دفاعًا عن الوطن وكرامته، لقد كانت نموذجًا مشرفًا في البطولة والفداء، وعكست عظمة الجيش المصري وقوته في استرداد الأرض وحماية السيادة الوطنية.
كما نرفع أكفّ الدعاء بالرحمة والمغفرة لشهدائنا الأبرار من أبناء القوات المسلحة، الذين قدّموا أرواحهم الطاهرة فداءً لمصر، داعين الله عز وجل أن يتقبلهم في جناته الواسعة، وأن يُلهم أهلهم الصبر والسلوان، وأن يحفظ جيشنا العظيم سندًا للوطن وشعبه.
حفظ الله مصر وشعبها تحيا مصر ويحيا فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية قائد قاطرة التنمية الشاملة نحو مستقبل أفضل لمصر وتحيا قواتنا المسلحة الباسلة ورحم الله شهداء الوطن الأبرار الذين ضحوا بدمائهم الزكية الطاهرة المباركة من أجل رفعة هذا الوطن العظيم.