تحقيقات وتقاريرسلايدر

حكاية دقدق أصغر حلاق في مصر والوطن العربي

كتب / احمد السمان

صدفة جمعتني به عندما ذهبت لقص شعري فلم اجد صاحب المحل ووجدت طفل صغير ملامحه توحي بأن عمره لا يتجاوز الثالثة عشر يعمل بالمحل وانه اسطي في الحلاقة فاندهشت من لباقته بالحديث وكياسته وملابسه الانيقة واقدمت علي المغامرة وسلمت له رأسي وذقني وخشيت علي شاربي واخبرته انني احلق بطريقة كلاسكية تقليدية لايوجد بها قصات او اي شئ غريب وسرعان ما قام بقص شعري وحلاقة ذقني وتظبيط شنبي بسرعة فائقه لفتت انتباهي وبراعته الفائقة فشكرته واجذلت له العطاء واستمعت له ففتح لي قلبه واخبرني عن مشواره في تصفيف الشعر اسمي محمدناصر طالب في الصف الاول الثانوي الصناعي قسم حاسب الي ولي 7 اخوة واخوات ولدت في احد الاحياء الفقيرة بالهرم ابي بالكاد يستطيع توفير لقمة العيش فأضررت للعمل وعمري 10 سنوات في مهن مختلفة واخرها محل حلاقة فاستهوتني هذه المهنة لانها تعتمد علي الدقة والتركيز ولا تحتاج مجهود عضلي وخلال شهرين فقط استطعت تعلمها وقمت بحلاقة شعر كل الاطفال من الاقارب والجيران وطبعا كله مجانا وبعد اتفاني العمل استمريت لمدة تقارب العام ولم اكن اتقاضي اجر سوي وجبة افطار وغداء وعندما طلبت اجر رفض صاحب المحل فتركت العمل وجلست بالمنزل الا انني فوجئت في اليوم التالي بالاسطي محمد الشهير بلمونة يطرق الباب ويطلب مني العمل معه فأسرعت بالنزول معه والعمل بمحله واخبرني انه سمع بقصتي واعجب بها ورغب في مساعدتي ومنذ اليوم الاول وزبائن المحل عرفوني وينادوني بدقدق نظرا لصغر ملامحي ولم اكتفي بالحلاقة العادية وتصفيف الشعر بل اطلعت وقرأت كثيرا عن اشهر القصات العالمية واخترعت قصات من تصميمي وابداعي واعرض علي الزبون ما يناسبة من القصات واترك له حرية الاختيار وفي الغالب يوافق علي ترشيحي له كما انني تعلمت كيفية عمل حمام البخار وتفتيح البشرة ونضارتها وطورت منها وخلال فترة الحظر عملت صفحة باسمي علي تيك توك وكنت اذهب لهم بالمنزل وحاليا انا سعيد بالعمل في محل الاسطي لمونة لانه يعاملني كأبنه او اخ اصغر له وتعلمت منه ان الاناقة في الملبس والنظافة الشخصية واللسان الحلو بجانب اتقان العمل من اهم اسباب النجاح واتمني ان امتلك محل في مكان راقي واستقل بذاتي وادخال تقنيات حديثة في حلاقة وتصفيف الشعر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى