سلايدرصحة وبيئة

كشف نقطة ضعف جديدة في فيروس الإنفلونزا قد تكون مفتاح لقاح شامل مستقبلا

 

 

كتب/حسن بدر

حدد العلماء نقطة ضعف جديدة من فيروس الإنفلونزا، ما أحرز تقدما في البحث عن لقاح شامل ضد ذلك الفيروس.

وأفاد الفريق من معهد سكريبس للأبحاث، وجامعة شيكاغو وكلية إيكان للطب في ماونت سيناي، في 23 ديسمبر في مجلة Nature، أن مجموعة فرعية صغيرة من الأجسام المضادة الناتجة عن لقاحات الإنفلونزا التجريبية والموجودة تستهدف موقعا في قاعدة، أو نقطة ارتكاز، بروتين هيماغلوتينين (HA) لفيروس الإنفلونزا، وهو “حاتمة” (الجزء السطحي للمستضد)، لم يتم التعرف على أهميته في دراسات الأجسام المضادة للإنفلونزا السابقة.

وأطلق العلماء على نقطة الضعف هذه اسم “المرساة”، والتي لديها القدرة على التعرف على مجموعة واسعة من سلالات الإنفلونزا، حتى مع تحور الفيروس من عام إلى آخر.

واقترحت التجارب في الخلايا المستزرعة في المختبر والفئران، أن الأجسام المضادة ضد “حاتمة المرساة” يمكن أن تحيد مجموعة واسعة من سلالات الإنفلونزا، بما في ذلك السلالات ذات القدرة الوبائية.

ويقول المؤلف الكبير المشارك في الدراسة أندرو وارد، أستاذ علم الأحياء التكاملي والحاسوب في معهد سكريبس للأبحاث: “من المثير دائما اكتشاف موقع جديد للضعف في الفيروس لأنه يمهد الطريق لتصميم لقاح عقلاني”. كما أوضح أنه على الرغم من كل السنوات والجهود المبذولة لأبحاث لقاح الإنفلونزا، لا تزال هناك أشياء جديدة يجب اكتشافها.

وأشار المؤلفون المشاركون في الدراسة، باتريك ويلسون، دكتوراه في الطب، كان سابقا يعمل في جامعة شيكاغو ووقع تعيينه مؤخرا في طب وايل كورنيل كأستاذ لطب الأطفال، وإيرا دروكيير العالمة في معهد غيل لصحة الأطفال: “من خلال تحديد مواقع الضعف تجاه الأجسام المضادة التي تشترك فيها أعداد كبيرة من سلالات الإنفلونزا المتنوعة، يمكننا تصميم لقاحات أقل تأثرا بالطفرات الفيروسية. الأجسام المضادة التي نصفها ترتبط بمثل هذا الموقع. ويمكن أيضا تطوير الأجسام المضادة نفسها كأدوية ذات

وعادة ما تعمل اللقاحات المضادة للإنفلونزا على إقناع جهاز المناعة بتكوين أجسام مضادة تتعرف على رأس الهيماغلوتينين (HA)، وهو بروتين يمتد إلى الخارج من سطح فيروس الإنفلونزا. والرأس هو أكثر المناطق التي يمكن الوصول إليها من الهيماغلوتينين، ما يجعله هدفا جيدا لجهاز المناعة، ولسوء الحظ، فهو أيضا أحد أكثر المتغيرات.

ومن عام إلى آخر، غالبا ما يتغير رأس الهيماغلوتينين، مما يستلزم لقاحات جديدة.

وصمم الباحثون لقاحات الإنفلونزا التجريبية لتكون أكثر شمولية، ما يحفز الجسم على تكوين أجسام مضادة ضد منطقة ساق الهيماغلوتينين الأقل تغيرا، والتي تمتد مثل الجذع بين الجسيم الفيروسي للإنفلونزا ورأس الهيماغلوتينين. وبعض لقاحات الإنفلونزا الشاملة هذه في الوقت الحالي تخضع لتجارب سريرية مبكرة.

وفي الدراسة الجديدة، قام فريق تعاوني من العلماء بتمييز 358 من الأجسام المضادة المختلفة الموجودة في دماء أولئك الذين وقع إعطاؤهم لقاح الإنفلونزا الموسمية، أو كانوا في المرحلة الأولى من اختبار لقاح تجريبي شامل للإنفلونزا، أو أصيبوا بشكل طبيعي بعدوى الإنفلونزا.

والعديد من الأجسام المضادة الموجودة في دماء المشاركين كانت عبارة عن أجسام مضادة معروفة بالفعل بأنها تتعرف على رأس أو ساق الهيماغلوتينين. لكن ظهرت مجموعة من الأجسام المضادة الجديدة ترتبط بأسفل الساق، بالقرب من مكان ارتباط كل جزيء من الهيماغلوتينين بغشاء الجسيم الفيروسي للإنفلونزا.

وقامت المؤلفتان المشاركتان، جوليانا هان، عالمة طاقم في مختبر وارد، وجينا غوثميلر، زميلة ما بعد الدكتوراه في جامعة شيكاغو، بتسمية هذا القسم من الهيماغلوتينين بـ”المرساة”، وبدأوا بدراسته أكثر.

وفي المجمل، حدد العلماء 50 جسما مضادا مختلفا لمرساة الهيماغلوتينين، من إجمالي 21 فردا. واكتشفوا أن الأجسام المضادة تعرفت على مجموعة متنوعة من فيروسات إنفلونزا H1، والتي تعد مسؤولة عن العديد من سلالات الإنفلونزا الموسمية.

وتمكنت بعض الأجسام المضادة أيضا من التعرف على سلالات الإنفلونزا الوبائية H2 وH5 في الاختبارات المعملية.

وفي الفئران، نجحت الأجسام المضادة في الحماية من العدوى بثلاثة فيروسات إنفلونزا H1 مختلفة.

وتقول هان: “من أجل زيادة حمايتنا من هذه الفيروسات شديدة التحور، نحتاج إلى الحصول على أكبر عدد ممكن من الأدوات. ويضيف هذا الاكتشاف هدفا أكثر فاعلية إلى مخزوننا”. والأهم من ذلك، أن هذه الأجسام المضادة تبدو شائعة إلى حد ما بين الناس، وتنتمي إلى فئة من الأجسام المضادة التي يمكن أن ينتجها جسم أي شخص، وهو اعتبار مهم في تصميم لقاح لتحفيز نموهم.

وتضيف غوثميلر: “يمتلك الجهاز المناعي البشري بالفعل القدرة على صنع أجسام مضادة لهذه المادة اللاصقة، لذا فإن الأمر يتعلق فقط بتطبيق أساليب هندسة البروتين الحديثة لصنع لقاح يمكنه تحفيز تلك الأجسام المضادة بأعداد كافية”.

ويخطط الباحثون الآن لدراسات مستقبلية حول كيفية تصميم لقاح يستهدف بشكل مباشر مرساة الهيماغلوتينين لسلالات الإنفلونزا المختلفة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى