سلايدرمقالات

احمدالسمان يكتب : ( الماعت) منبع الضمير وجوهر الحكمة وخلاصة فلسفة الكون عند المصري القديم

مفهوم *الماعت* هو جوهر التوازن و منبع الضمير فهو الذى أخرج الكون من الظلام ، وإذ يتهم البعض الفكر المصرى القديم بالسذاجة فإنه يتناسى أنه يحمل فلسفة عظيمة وتناغم كبير مع الطبيعة التى تأملها المصرى واتخذ منها المثل الأعلى اللازم تطبيقه في حياته ليكن -كما قال تحوت- كما فوق كما تحت ..

كانت للطبيعة قوانين تنظم حركتها ، فيضان النيل له قانون ، حركة النجوم لها قانون وهكذا كان لابد للبشر أن يكون لهم قانون ينظم حياتهم ، ومن هنا جاء مفهوم الماعت الذى يعنى النظام أو العدل

أنا لم أسرق، أنا لم أقتل،أنا لم أعتدى على أحد، أنا لم أغش أحد، أنا لم أغتصب أرض أحد، أنا لم أتنصت على أحد ، أنا لم أتصرف بكبر ، انا لم أتصرف بغوغائية أنا لم أتدخل فيما لا يعنينى ، لم ألوث النيل

هذه بعض الاعترافات المنفية التى كتبت على لسان أرواح الموتي و هم يقفون في قاعة الماعت يوم الحساب ولم تكن بصيغة الأمر، و خلت من لغة الوعيد،ولم تستخدم لفرض الأخلاق على الإنسان ، إنما هى نابعة من داخله ، ففى نظرهم أن الأخلاق القائمة على الخوف هى اخلاق هشة وتجعلها غير صادقة فقد خُلق الانسان مخيرًا تمامًا بين يقظة ضميره بالماعت والتفريط فيها أو اتباع حياة الفوضى ،
كما أن الماعت بداخل كل انسان وينتقل من جيل لآخر لكنه يحتاج لإيقاظ ذلك المفهوم بداخله بين الحين والآخر ..

هنا مشهد تمثيلي لبردية آنى التى مصور عليها حروف هيروغليفية ورسوم توضيحية ملونة، وترجع إلى عام 1250 ق.م، الأسرة ال ١٩
وهى معروضة فى المتحف البريطانى فى لندن، وتعتبر سجلاً حافلاً عن معتقدات المصريين القدماء عن عالم الآخرة ، وجمع المصريون القدماء كتابًا عبارة عن مجموعة من التعاويذ الحامية، كي يصاحب الأفراد عند وفاتهم، يدعى كتاب “الخروج إلى النهار”،المعروف أكثر باسم “كتاب الموتى”، والذي يضم عادةً عبارات وتعاويذ لمساعدة المتوفى في حياته الآخرة، وبردية آني هي المخطوطة التي جمعت لكاتب طيبة المدعو آني ..

حث المصرى القديم على الخير، وأوصى به بنيه، وآمن أيضًا بالشر وأوصى بالبعد عنه ، ولما تأثرت عقيدته بظواهر الطبيعة حيث رأى بعد كل فيضان فيضان آخر وبعد كل غروب للشمس شروق ، آمن بوجود حياة أخرى بعد الموت ، وآمن بوجود نعيم للاخيار تعرف بإسم حقول اليارو أو حقول اوزير التى كانت مشابهة لطبيعة مصر من حيث الخضرة والزرع ..وآمن أن إقامته بالقبر ليست أبدية، إنما هناك محاكمة إلى حياة أخرى خالدة، وهي ما عبر عنها في اللغة المصرية القديمة «دى عنخ جت جح» وترجمتها «ليعطي الحياة أو الأبدية»، والتي كانت تختم بها كل دعواتهم على المقابر.

ورد وصف تلك الحقول في كتاب الموتى التعويذة 110، أنها عبارة عن أنهار ماء زرقاء، ويقوم المتوفى بالإبحار في هذه الأنهار بمركب صغير يحمله وحده، وببعض المناظر تكون زوجته خلفه ومنظر آخر يمثله وهو جالس أمام مائدة القرابين، يأكل ويشرب ،أو وهو يزرع ، و حرص أكثر الملوك والنبلاء على تصوير أنفسهم بتلك الحقول ..

#مصر_القديمة #تاريخ_شكل_تانى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى