سلايدرصحة وبيئة

حـــــــرب الذبـــــــاب الاستراتيجي !! . .

السعودية / طاهر المنيفي
.
.
مد العولمة المتنامي شمل النكت أيضا، هناك أنواع من الطرف اليوم يمكن أن ترتدي لباس من تشاء لتتندر على من تريد، اشهرها سؤال صغير يقول: اذا سقطت ذبابة في فنجان القهوة ماذا يمكن أن تفعل؟
يقولون ان الانجليزي سيرمي بالفنجان وسيغادر المقهى في الحال، ويتندورن بأن الصيني سيأكل الذبابة ويرمي بالفنجان، اما جوعى أفريقيا فسيشربون الفنجان والذبابة.
لكن الإسرائيلي سيتصرف وفق استراتيجية محددة، فهو أولا سيبيع القهوة على الأمريكي ويبيع الذبابة على مركز أبحاث صيني، وسيحتفظ بالفنجان كدليل ادانة، وسيصرخ بعدها بأن امنه مهدد، ويتهم الفلسطينيين برمي الذبابة في فنجانه، ولا يستبعد تورط دول الخليج، وأن العملية برمتها معادية للسامية، وإنها ايضا من افرازات الهولوكوست الى يومنا هذا وعليه فإنه سيطالب ألمانيا بدفع تعويضات.
هل سيتوقف الأمر عند هذا الحد؟
أمريكا ستكشف للعالم تورط الرهابيون العرب في تجنيد خلايا ذباب طائر لتنفيذ العملية، وستطلع مجلس الأمن على مستندات تؤكد تورط العرب في تطوير حشرات سامة، وتطالبه بمنع تحليق الذباب من خط عرض 32 الى خط 36 ، على أن تقوم بمنح مبيدات حشرية مقابل الغذاء، وترسل فرق تفتيش وخبراء دوليين للبحث عن ذباب مختبأ في مكان ما في اليمن والعراق وسوريا
.
أما كلب بريطانية فلن يمل من اقناع مجلس العموم بخطورة الذباب، وسيؤكد ان مصالح بريطانيا العظمى تقتضي ضرورة الوقوف الى جانب الحليف الأمريكي في صد طنين الذباب الشامل.
وستبحث الولايات المتحدة لتزود مقاتلاتها بالمبيدات عن ارض صغيرة بحجم مزرعة في تكساس، وربما استخدمت العديد، هذا قبل ان تتطور القضية الى مجهود عسكري يلزمها باستخدام السيلية في قطر مركزاً للعمليات المشتركة.
في ذات الوقت ستهب قناة (الجزيرة) للدفاع المستميت عن الذباب للتأكيد على ان وجودها، والعديد، والسيلية في قطر هو من باب اختلاف التنوع وليس اختلاف التضاد والتناقض!
العرب من جهتهم وجدوا أخيراً ان الامر يتعلق بهم، فعقدوا قمة سميت (قمة الذباب) ولم يجدوا ابلغ من التراث ليكون بياناً ختامياً، واكتفوا بالبيت الشهير:
اذا وقع الذباب على طعام*** رفعت يدي ونفسي تشتهيه ؛؛؛ في السنة نغمس الذباب كله ثم نشرب الشاهي !!!
وسيدافع الامين العام للجامعة العربية عن هذا الموقف، بالتأكيد على ان الامة التي تخلط السياسة بالثقافة متمكنة من اللغة ولو لم تتمكن من الافعال، وان تتمكن من شيء واحد ولو لم تقم بالآخر خير من ان تكون فاقداً للاثنين معا!
سيقود الرئيس الامريكي تحالفا من دول لديها عقد دفينة من البعوض والذباب، ويضغط على مجلس الأمن لإستصدار قرار دولي لرش المبيدات الحشرية على العراق وسوريا وافغانستان واليمن بواسطة طائرات البي 52.
وقبل بداية العمل الحربي سيعلن الرئيس الأمريكي ان العالم دخل مرحلة جديدة فاما ان تقف مع واشنطن في حربها ضد الذباب وأما ان تكون ذبابي الهوى، معادياً للولايات المتحدة.
وبعد ان يفشل في استصدار قرار أممي بقتال الذباب، سيرى ان الأمم المتحدة باتت غير قادرة على الاداء بمهامها، وان بلاده لن تعجز عن تقويم الذباب واشاعة الديموقراطية بلا حشرات.
وحتى لا يقع القاريء الكريم في حيرة من امره، انصحه باختيار اي الفسطاطين سينظم اليه من الآن، لان المثل الشعبي يقول:”جهز العصابة، قبل الفلقة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى