تحقيقات وتقاريرسلايدر

هل تَسقُط (فارس) للمرة الرابعة على يد الخمانئي

السعودية / تقرير / طاهر المنيفي

هل يسجل الخمانئي بعناده وتصلبه بخصوص مسألة التدخل في شؤون جزيرة العرب يمن وسوريا والعراق اسمه في التاريخ الفارسي مع داريوس الثالث، وكسرى أنوشروان، والشاه طهماسب، وذلك بإسقاط الدولة الفارسية (الإيرانية) للمرة الرابعة؟ لم يعتبر الإيرانيون من تاريخهم. هذا ما يتضح للمراقب، فإطلاق المسؤولين الإيرانيين التهديدات بحرق المنطقة وتحويلها إلى جحيم، أصبح (روتينياً)، وتدخلها في شؤون الدول المجاورة أصبح (فاضحاً)، وبحسب بعض السياسيين والمحللين – خصوصاً الغربيين – فإن المواجهة قادمة لا محالة.

محاولات الحل السلمي استنفدت تقريباً بسبب الغطرسة الإيرانية، ولعب الدور الأهم (عناد) الرئيس الإيراني روحاني ثم الرئيس الحالي الملعون؛؛ الله يطلع روحهم؛؛ للمسآلة السورية والعراقية واليمن ، ويكف يده عن التدخل والتحريض في اليمن والبحرين ، والسؤال هنا: لو نظرنا إلى الأفق، فهل سنرى خيال حرب مقبلة بيننا وبين بلاد المجوس ؟
لو استعرضنا التاريخ الفارسي العتيد، لوجدنا أن حضارة الفرس جذورها ضاربة في التاريخ. ولا أحد يستطيع إنكار ذلك، لكن ما يتفق عليه المطلعون على مراحل هذه الحضارة، أنها (هشّة)، والدليل مسجل على صفحات كتب المؤرخين بمختلف جنسياتهم وعصورهم التي عاشوا فيها.

ويعود سبب (اللعنة) التي لاحقت الفرس خلال تاريخهم الطويل، إلى (العنصرية) وتمجيد الذات الفارسية المجوسيةعبدة النار ، التي دائماً ما كانت خنجراً بحدين، حدٌّ يمهد الطريق للنهوض بأمتهم، والآخر كان ولأكثر من مرة الحد الذي (ينتحرون) بواسطته.
ويظهر ذلك جلياً إذا أردنا إلقاء نظرة مختصرة وسريعة على امتداد التاريخ الفارسي العريق. ففي الوقت الذي كانت فيه شعوب الأرض كالقطعان التي تبحث عن الكلأ والمستراح، صنعت الحضارة الفارسية لنفسها نظاماً ودستوراً وحياة كريمة، خوّلتها للاتساع وحكم معظم هذه الشعوب.

فالدولة (الإخمينية) مثلاً (قبل الميلاد) كانت تُطبق على ما يقارب نصف العالم القديم، وكانت تعد القوة الأولى وشبه الوحيدة في العالم آنذاك، باستثناء الحضارة اليونانية التي كانت قائمة، لكنها كانت محصورة في أقاليم اليونان وما جاورها.
طموحُ شابٍ يوناني قدر في عامين على توحيد اليونانيين تحت لواءه، استطاع أن يهدد الدولة الإخمينية العريقة. فبعد أن وحّد الإسكندر المقدوني (الإسكندر الأكبر) بلاد اليونان، اتجه إلى الأناضول ومنها إلى الشام، فمصر، ومن ثم وصل إلى التحدي الأكبر بالنسبة له، وهو فارس ومملكتها العظيمة.

لم يدرك الإخمينيون حينها، أن طموح هذا الشاب وشجاعته وحنكته، يعد خطراً كبيراً عليهم، ولم يقدروا عدوهم الجديد حق قدره، على رغم إنجازاته (القياسية)، فغلبت عليهم (الذاتوية) المستأصلة في نفوسهم، وأهملوا (السياسة) والعقل.
تحدى الإخمينيون الإسكندر الأكبر، فسحقهم، وقتل إمبراطورهم (داريوس الثالث)، وسبى بناته وزوجته، ليتزوج فيما بعد من إحدى بناته. وبذلك تكون أولى حضارات الفرس العظيمة انتهت، للسبب المذكور آنفاً. لكن الفرس وكما هو معلوم للدارس لطباعهم لا ييأسون، فما لبثوا كثيراً حتى أعادوا بناء دولة فارس الجديدة (دولة الأكاسرة)، التي اشتدت وعظمت وتعاظمت حتى أصبحت نداً للإمبراطورية الرومانية القوية في حينها، ليبدأ أمامهم تحدٍّ جديد، لعب الفرس فيه دوري السياسة والحرب باتزان، ليقينهم بأنهم ما زالوا الطرف الأضعف في ذلك الوقت.

تعاظمت القوة الفارسية مع مرور الأيام، لكن مبعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم، شكّل أمامهم مرحلة جديدة لم تكن ضمن حساباتهم، فبعد ظهور الإسلام ووفاة النبي عليه الصلاة والسلام، وعقب تسلم الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه مقاليد الدولة الإسلامية (الوليدة)، بدأ الطموح الإسلامي لنشر الدعوة يهدد الدولة الكسروية، وهنا تغلبت مرة أخرى عنجهية القوة على العقل، وتحدى كسرى الفرس (أنوشروان) الخليفة عمر بين الخطاب، لتكون النتيجة سقوط فارس من جديد أمام المد الإسلامي الهائل، وبلا رجعة. والمسليمون قلة،

تحطم حلم الفرس على صخرة الحضارة الإسلامية الحديثة، التي فتحت أبوابها للجميع، لكن بعض الأريبين فضلوا الدخول في عمق الدولة الإسلامية، سواء في مجال السياسة أو في مجال العلم، والشواهد هنا كثيرة.
بدأ الحلم الفارسي يعود من جديد، لكن بقالب آخر النفاق ، واستغل الفرس فترة الانحدار الإسلامي، ليبنوا على أكتافها وتحت عباءتها دولة فارسية من نوع آخر، هي (الدولة الصفوية)، دولة ارتدت لباس (الشيعة كذبآ وزورا) لتصبح فيما بعد مرجع الشيعة الأول في العالم، لكن قلبها ما زال ينبض بالحلم الفارسي المجوسي.

تضخمت الدولة الصفوية واشتد عودها، ليمتد نفوذها إلى العراق وتخضع بغداد في بداية القرن السادس عشر لها، ما أرّق العثمانيين (المتألقين) وقتها، الأمر الذي لم يرق للفرس المتعاظمين بدولتهم، وعلى رأسهم الشاه (طهماسب)، وبخاصة بعد امتداد نفوذهم إلى ما وراء آسيا الوسطى، فكان التحدي مع العثمانيين بقيادة السلطان سليمان القانوني، الذي أسفر عن تدمير عاصمتهم (تبريز)، إذ لم يدع السلطان العثماني فيها حجراً على حجر. وكانت النهاية الثالثة.

مرت قرون طوال قبل أن تقوم دولة حقيقية في بلاد فارس، التي باتت في العصر الحديث تعرف بإيران، وبدأ البناء الفارسي من جديد، وبلغ ذروته في نهاية السبعينيات من القرن الماضي، وبدا ذلك واضحاً في عهد الشاه علي رضا بهلوي. لكن آية الله الخميني ورجاله بالاتفاق مع جهات خارجية مثل الصهيونية وفرنسا ، استطاعوا الاستحواذ على الحكم، بعد الانقلاب الشهير عام 1979م، لتبدأ حقبة الاستهلاك بعد البناء، بعد أن اشتعلت نار الحرب بين الجارتين اللدودتين العراق وإيران، وتهالكت “الدولة الملالية” بعد 8 أعوام من الحرب الطاحنة، لكنها لم تسقط.

في بداية التسعينات، أي بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية بعامين تقريباً، انشغل العالم بعراق صدام حسين وحرب الخليج الثانية، لتنتهي، ويبدأ مسلسل أسلحة الدمار الشامل، وبقيت مشكلة العراق، وطالبان في أفغانستان، وخطر كوريا الشمالية، الشغل الشاغل للعالم، ما أعطى الفرصة من جديد لبناء دولة إيرانية قوية، خوّلت الفرس من جديد إلى لعب دور بالغ الأهمية في الشرق الأوسط، خصوصاً بعد غزو أميركا لأفغانستان والعراق.

حلم الفرس هذه المرة كان مختلفاً في الشكل، لكنه يحقق الهدف التاريخي وهو السيطرة وبسط النفوذ، الحلم (النووي) كان الهدف، لكن دول الخليج أدركت خطر تحقيق الحلم على المنطقة.
انتصر روحاني في الانتخابات الإيرانية ليحظى بولاية جديدة، بغض النظر عما يحدث من شغب واعتراضات وتشكيكات في صدقية الاقتراع في الشارع الإيراني، لكن هل باعتقادكم أن ن روحاني سيكون سبب المشكلةام حلها هذا قبل 8 سنوات ؟ من وجهة نظري فالسياسة الإيرانية تنفذ حالياً خطة (توسيع نفوذ)، ولن تتأثر الخطة برحيل نجاد ومجيئ روحاني ثم ابراهيم رئيسي ، حلم شعب كامل، وليست مجرد طموحات فردية.
هناك احتمال آخر أيضاً هو انتصار ثوار الحواز العربية والبلوش والسنة الذي يقدر عددهم ب ٣٥ مليون … انا طاهر المنيفي ارا نهاية قريبة لدولة المجوس تبدأ من اليمن ولبنان والعراق والاحواز بحول الله وقوته .وتكون الربعة، هدف الخبثاء هو المملكة العربية السعودية العظمى والحرمين .لكن نهايتهم الحقيقية سوف تكون من السعودية العظمي إن شاءالله./ طاهرالمنيفي أمين عام لجنة الجزيرة العربية لنصرة الاحواز العربية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى