سلايدرمقالات

اللواء تامر الشهاوى ضابط المخابرات الحربيه المصريه السابق وعضو مجلس النواب المصرى ولجنه الدفاع والامن القومى السابق يكتب عن…” القصه الكامله للصراع الروسى الاوكرانى ” الجزء الثانى … هل تدق طبول الحرب

 

تتسارع وتيرة الأحداث في الأزمة الأوكرانية حيث لم يعد صوت الدبلوماسية والحوار مسموعا بوضوح، وذلك بعد أن فشلت محادثات كثيفة في الأيام الأخيرة في إحراز تقدم نحو حل لهذه الأزمة التي يصفها الغربيون بأنها الأخطر منذ نهاية الحرب الباردة قبل ثلاثة عقود
.
وفي مؤشر الى هشاشة الوضع، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الجمعة إن روسيا قد تغزو “في أي وقت” أوكرانيا بعدما حشدت على حدودها أكثر من 100 ألف جندي وأسلحة ثقيلة.

كما حثت العديد من الدول في الساعات الأخيرة مواطنيها على مغادرة أوكرانيا ومن بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا والنرويج وهولندا واليابان وكوريا الجنوبية.

طبول الحرب تدق من جديد بين روسيا وأوكرانيا والغرب الذي يسعى، عبر التلويح بالعقوبات، لزيادة تكلفة أي مغامرة عسكرية على غرار ما حدث في جورجيا والقرم.
تصاعدت التحذيرات الغربية لموسكو من مغبة قيامها بأي عمل عسكري لا تحمد عقباه في أوكرانيا. فسواء تعلق الأمر ببرلين أو واشنطن أو بروكسيل، فالخطاب هو نفسه الموجه للرئيس الروسي فلادمير بوتين، الذي يطالب بمحادثات “فورية” وبضمانات تسمح بـ”منع التوسّع المستقبلي للحلف (الناتو) نحو الشرق أو نشر منظومات أسلحة تهدّد روسيا انطلاقا من الأراضي الأوكرانية وفي دول أخرى مجاورة”. كما طلب في لقاء عبر الفيديو، نظيره الأمريكي جو بايدن بالتزامات قانونية بهذا الشأن. وتعتبر موسكو أن الغرب انتهك وعودا إثر انهيار الاتحاد السوفياتي، كانت تقتضي بعدم توسيع حدود الناتو لتشمل دول أوروبا الشرقية والجمهوريات السوفياتية السابقة.

وترفض الدول الغربية استبعاد توسع الناتو شرقا، فيما تصر موسكو على أنها لن تقبل انضمام كييف للحلف وتعتبر ذلك “خطا أحمر”. يذكر أن روسيا تعتبر الداعم السياسي والاقتصادي والعسكري الرئيسي للانفصاليين الموالين لها والذين يخوضون حربا ضد القوات الأوكرانية منذ نحو ثماني سنوات. وازداد قلق الدول الغربية بعد شكوكها بشأن تحضير روسيا لغزو جديد لأوكرانيا بعد نشرها لعشرات الآلاف من جنودها مدججين بمختلف أنواع الأسلحة على طول الحدود بين البلدين. غير أن موسكو تؤكد أنها هي المهددة في أمنها القومي.

معضلة أوكرانيا أن الجغرافيا فرضت أن تكون ضحية دوامة لا متناهية، فكلما استعانت بالمظلة الأطلسية زادت التهديدات الروسية لها. فموسكو تعتبر توسيع حلف الناتو شرقا، تهديدا لأمنها القومي على غرار التهديد الكوبي للولايات المتحدة إبان الحرب الباردة. البرلمان الأوكراني صوت يوم 14 ديسمبرلصالح تمديد تواجد قوات حلف شمال الاطلسي على الأراضي الأوكرانية في رد على الحشود العسكرية الروسية. ويسمح القانون الجديد بانتشار نحو أربعة آلاف من قوات الناتو في أراضي البلاد، ومن بينهم 2000 أمريكي، خلال عام 2022، وهو نفس العدد الذي تمت الموافقة عليه بالنسبة لعام 2021، كما سيتم زيادة عدد طائرات ومروحيات الناتو من عشرة إلى أربعين خلال العام المقبل. ويسمح هذا القانون بزيادة عدد سفن دول الناتو في المياه الإقليمية الأوكرانية إلى عشرين سفينة. ومن المقرر أيضا إجراء تسع مناورات عسكرية بمشاركة قوات أجنبية خلال العام المقبل. وتوفر قوات الناتو تدريبات للجيش الأوكراني منذ عام 2015، لمساعدته في صد الانفصاليين المؤيدين لروسيا والذين يسيطرون على مساحات واسعة في شرق البلاد.

وحسب تقديرات الأمم المتحدة، لقي نحو 13 ألف شخص حتفهم خلال الصراع الذي استمر على مدار ثماني سنوات، ورغم التوصل إلى خطة سلام، إلا أنه لم يتم تنفيذها حتى الآن. ومنذ أن فرضت روسيا سيطرتها على شبه جزيرة القرم عام 2014، تعتبر كييف نفسها في حرب مع موسكو، ولهذا السبب، جعلت أوكرانيا الانضمام إلى الناتو هدفا لها ينص عليه الدستور منذ عام 2019. غير أن الدستور ذاته يحظر على الجيوش الأجنبية إقامة قواعد لها على الأراضي الأوكرانية. وتشير مصادر حلف شمال الأطلسي إلى أن روسيا حشدت ما بين 75 ألف إلى 100 ألف جندي قرب الحدود الأوكرانية خلال الأسابيع الأخيرة.

مأساة أوكرانيا تكمن أيضا في عدم إحساسها باستعداد الدول الغربية لحمايتها بما يكفي، حيث تنتقد العراقيل التي توضع أمام رغبتها في الانضمام إلى الناتو أو تزويدها بمنظومات أسلحة متطورة

ومن أبرز مخاوف واشنطن والدول الأوروبية هو تقليص أو قطع إمدادات الغاز في منتصف الشتاء في حال تم فرض عقوبات على الجانب الروسي، خصوصاً أن أوروبا تحصل على أكثر من 40% من الغاز الطبيعي من روسيا، والتي يتم نقلها عبر أوكرانيا الأمر الذي دفع واشنطن إلى استحداث خطة بديلة لاستيراد الغاز الطبيعي من دولة قطر، التي تعد من أكبر منتجي الغاز الطبيعي المسال في العالم.
يذكر أن أوكرانيا من أكثر الدول خصوبةً على وجه الأرض وتصديراً للحبوب والزيوت النباتية للدول الأوربيية خاصةً

وغداً فى الجزء الثالث والاخير نتحدث عن السيناريوهات المطروحه للازمه والتقديرات المستقبليه .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى