سلايدرمقالات

د/ ايمن السيسي يكتب “بين استعمارين ومرتزقة وإرهاب تصيب إفريقيا باللعنة

فاجنر” الشركة شبه الخاصة للمرتزقة الروس ، التي يملكها يفجيني بريجوزين، المقرب من الرئيس الروسي بوتين، و باتت تبث الرعب في مناطق وجودها وتحظى برفض بدأ يتنامي في عدة دول إفريقية ومنها ليبيا والسودان ، في نفس الوقت الذي تؤرق فيه الغرب عموماً و خاصة فرنسا
التي اتهمت موسكو بمحاولة نشر الفوضى وزعزعة نفوذها جنوب الصحراء ووسط أفريقيا ، بعدما اقتحمت مناطق نفوذها التقليدية وغالبية معاقلها في القارة السمراء مثل مالي و أفريقيا الوسطى ، و بوركينا فاسو ، وتسعى للتمدد في النيجر والإستحواذ على تشاد بعد أن تمكنت روسيا من زرعها تجذير وجودها في السودان من خلال إتفاقيات وتفاهمات سرية وخاصة مع زعيم ميليشيات الدعم السريع حمدان حميدتي ،وهو ما يؤكد الثبات في التحرك الروسي في إفريقيا، في إطار صراع النفوذ القائم بين روسيا من جهة وفرنسا وأمريكا من جهة أخرى في المنطقة، وشهدنا التطور في هذه المناطق بطرد فرنسا من مالي وبوركينا بدعم وتوجيه من روسيا، ومحاصرة النفوذ الأمريكي في بلدان الساحل ومحاولة ضربه في ليبيا ،
هذه المناوشات والإحتكاكات الروسية الفرنسية استخدمتها واشنطن لكسر الوجود الروسي في إفريقيا بداية من ليبيا بعد أن صنفت مجموعة “فاجنر ” الروسية كمنظمة إجرامية خطيرة عابرة للحدود ، وفقا للمرسوم 13581 وتعديلاته. وهو ما سيؤثر في المسار السياسي لأنظمة عدة استعانت بها و يتيح للأمريكان فرض عقوبات إضافية ضدهما ( فاجنر وأي نظام يدعمهم ) وبالتالي فهذا المرسوم أصدر ليكون سيفا مسلطا على رقاب أنظمة العالم الثالث ومنها إفريقيا بالطبع وهو ما يمكن الأمريكان من إطلآق سلسلة عقوبات غربية كمحاولة لكبح جماح روسيا وإضعاف تواجدها في القارة الغنية بالثروات في إطار الصراع على الموارد
وهو ما يوضح أن الأمريكان لا يخططون لإستقرار ليبيا ، لأن الولايات المتحدة تستهدف الإستحواذ على الثروات فيها، ولا يظن أحد أن تحركات أمريكا الأخيرة في ليبيا لأجل الشعب الليبي أو إجراء انتخابات رئاسية أو برلمانية لأنها في تقديري لن تحدث حتي تحدث التسوية الشاملة في العالم أو الحرب الكونية
و ما يعقد الأمر في ليبيا فأصبح خروج المرتزقة من ليبيا من الصعوبة بمكان حيث بات مرتبطاً ليس بأنقرة فحسب ولكن بموسكو أيضا ،.بعد تمتين الوجود الروسي في ليبيا من خلال مجموعة “فاجنر ” التي وجدت
فرنسا نفسها تواجهها بمفردها في ليبيا، ولكنها –في تقديري لن تستطيع مواجهتها وحدهاوهو ما يدفعها دفعا لمد حبال الوصل وبشكل واضح مع الجماعات الإرهابية سواء في ليبيا أو جنوب الصحراء لإلحاق ضرر بالمجموعة في هذه الدول أفريقية وليبيا لزعزعة الوجود الروسي فيها ، وبرغم عدم وضوح الأرقام الدقيقة عن عدد عناصر فاجنر في ليبيا إلا أن تقارير غربية أشارت إلى أنهم يصلون إلى ألفي جندي
يسيطرون على عدد من الحقول والموانئ النفطية ، وهكذا أضحي تشابك الملفات في مناطق عدة من العالمين العربي والإفريقي شديد التعقيد خصوصا بعد دخول الصين إلى الخليج العربي وفرضها على إيران مصالحة السعودية التي رأت في هذي المصالحة كف أذى الحوثيين عنها وتهديد أراضيها ، وزاد من التعقيد إعلان التحالف العسكري الثلاثي بين الصين وروسيا وإيران من خلال التدريبات البحرية الثلاثية “حزام الأمن البحري – 2023” بمشاركة بحرية الدول الثلاث منتصف مارس 2023 في مياه بحر العرب بالقرب من ميناء شهبهار بجمهورية إيران الإسلامية،

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى