سلايدرمقالات

د / ايمن السيسي يكتب / انتبهو فأن الأوطان تسرق الآن

لم يعد ثمة شك في تفتيت السودان بعد أن تأكلها الحرب وشخصيا قلت منذ عامين أن الدولة التي عرفناها باسم السودان ستصبح من الذكريات والآن أؤكد لكم أن الأمر أصبح واقعا وستنقسم السودان التي لم تكن موجودة كدولة قبل مئتي عام إلى دارفور التي ألحقت بالسودان عام 1917 وكردفان ، والولايات الشمالية التي بدأ تكوينها كدولة على يد محمد على باشا عام 1822 . وقام حكمدار السودان خورشيد باشا باختيار قرية صغيرة للصيادين لتكون ثكنة لجنوده وأسماها الخرطوم عام 1839 ، السودان يبكي عليه الآن من ضيعه وأعني به النخبة العربية الشمالية وهو ماسبق أن حاول الزعيم الوحدوي جون جرانج معالجته لبقاء السودان موحدا كوطن للجميع …. اشتعال دارفور حدث وستلحق به كردفان وسيليهما الشرق وسيظل العرب يحاربون بعضهم كما حدث في الأندلس إلى أن يطردوا جميعهم ليستولى الغرباء بواسطة “الدول البعيرية ” على ثروات السودان وخيراته بعد تفتيته الى اربع دويلات ، وستلحق به ليبيا في التقتسيم ثم أثيوبيا و طبعا لن تفلت الدول البعيريةذاتها من التقسيم الذي بدأ التبشير به من جديد في لبنان في مؤتمر أقامه ” المؤتمر الدائم للفيدرالية ” منتصف الشهر الحالي -يونيو 2023 – والمصيبة أن أحدا لم يلتفت إليه ولم يعلق عليه سوى رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري الذي حذر من “الأصوات النشاز التي بدأت تعلو في لبنان منادية بالفيدرالية كحل للأزمات التي يئن تحت وطأتها لبنان”؟ ، ولللأسف فإن الرئيس بري لم ير من خطر لهذه الأصوات إلا على لبنان ، وهو الذي يتمتع بحنكة ووعي كبيرين لكنه لم يربط بين هذا المؤتمر و بين مايحدث في بلاد العرب ربما لم يعد الرجل يهتم إلا ببلده ولا نلوم عليه وهو الصديق الغالي ، ولكن واجبنا أن نحذر من أن القادم أسوأ بكثير مما نظن وأننا بالفعل دخلنا مرحلة بئس المصير ولهذا أتوقع شخصيا أن تعاود ضرب بعض مناطق من بلادنا موجات جديدة من الإرهاب نتوقع ونحذر منها في سيناء والمنطقة الغربية في مصر وفي العراق وسوريا وليبيا وفي الجزائر التي ستتعرض للتقسيم بناء على مقررات هذا المؤتمر الذي أقيم في فندق هيلتون في بيروت وتكلف أكثر من مليون ونصف دولار في بلد يئن من الجوع وانقطاع الكهرباء ونقص الأدوية وغيرها وعنون ب ” طريق السلام من أجل شرق أوسط ديموقراطي ” وهوعنوان جديد لدراسة برنارد لويس التي بشرت به كوناليزا رايس ودعا إليه شيمون بيريز ، موتمر فيدرالية لبنان حضره شخصيات حقوقية وسياسية وناشطين من مصر والأردن والعراق والسودان وسوريا وإيران والسعودية أشار الموتمر -حسب منشوراته- إلى أن هناك أزمة بنيوية بحاجة إلى حلول جذرية ، وأن في مقدمة أسبابها وجود الدولة القومية والأنظمة المركزية التي فشلت في إدارة المجتمعات التعددية ” وطبعا الكلام ينطبق تقريبا على أغلب الدول العربية ، وهذا الكلام لا يحتاج إلى تفسير ، بل إنه يعلن بوضوح أن الحل لهذه الدول هو التقسيم والتفتيت ، وقال منظموا المؤتمر أنه عقد ليبحث الأزمة العالمية وتداعياتها و ” سبل العمل المشترك من أجل تحقيق كونفدرالية ديموقراطية في الشرق الأوسط ” يعني ثورات برتقالية جديدة وربيع عربي متجدد ولم ينس المؤتمرون أن يشيروا إلى ” المؤامرة الدولية ضد عبد الله أوجلان -زعيم أكراد تركيا المحبوس حاليا- ” وللأسف لأننا شعوب تقرأ ب”الشقلوب” فلم ينتبه احد ، وهنا لابد أن ندرك أن الريح عاتية والأيام القادمة سوداء إلا أن تتقوا منهم تقاة وتتحدوا ، ولاشك أن التقارب بين للرئيسيين السيسي واردوغان فيه بعض فرص النجاة للدولتين …..د أيمن السيسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى