سلايدرمقالات

د ايمن السيسي يكتب ٠٠ النيجر والحرب العالمية

يبدو أن العد التازلي للحرب الكونية قد بدأ و أن بلادنا – كإحدي المخاضات الرخوة في العالم – ستشهد إنطلاق الشرارة المؤثرة توازيا مع توسع الحرب في أوربا قبل نهاية العام الحالي 2023 بإجتياح روسيا لبولندا ، بعدها تنطلق الشرارة الكبرى في بحر الصين الجنوبي لتشتعل الحرب العالمية الثالثة ، ولن تنجو من مرحلة بئس المصير سوى البلدان صاحبة الجيوش القوية وطنية العقيدة العسكرية مثل مصر ، و موريتانيا في الغرب الإفريقي التي قاد فيها الرئيس غزواني ووزير دفاعها الفريق حننا التحديثات في الجيش ورفع الكفاءة القتالية له ومتانة الترابط ولكن ستطولها بعض شظايا الأزمة التي ستتفجر في النيجر التي تنتظر تدخلا عسكريا فرنسيا تحت غطاء مجموعة إيكواس (بلدان غرب إفريقيا ) لتحرير الرئيس محمد بازوم ( من القائل العربية نسبتها في النيجر أقل من 5% ) الذي يحتجزه قائد الحرس الرئاسي في محاولة تمرد استباقية لإزاحته عن السلطة التي ساعده إلى تبوأها الرئيس السابق لدولة النيجر محمدو يوسفو (من الهوسا نسبتهم في النيجر 30% ) هذه المحاولة -ولا أقول الإنقلاب – لكونها غير مكتملة الأركان كان يراد بها تكملة و تمديد النفوذ والتغلغل الروسي في دول الساحل بعد ” مالي ” و “بوركينا فاسو” اللتان طردتا فرنسا وألغت التعاون العسكري والأمني معها واستبداله بروسيا رسميا عبر إتفاقات عسكرية وإقتصادية ، وبشكل غير رسمي عن طريق إستدعاء ميليشات “فاجنر ” فضلا عن الوجود نفسه في السودان ودعمها منذ بداية ” الحرب الأهلية ” فيه لميليشا الدعم السريع ، وكذلك في جمهورية إفريقيا الوسطى بموافقة الأمم المتحدة ، ولروسيا وجود قوي في ليبيا ، فضلا عن العلاقات المتينة والمتميزة لها مع الجزائر …. ومد النفوذ الروسي إلى إفريقيا يجيئ في إطار التكالب الإستعماري على القارة والصراع على مواردها التي لم يشبع الغرب حتي الآن منه عبر150 سنة إحتلال رسمي ونفوذ استنزافي ، ومع إقتراب تعداد السكان في العالم من 9 مليار أصبح الصراع على الغذاء ثم الذهب واليورانيوم ومعادن أخري تحفل بها إفريقيا خصوصا اليورانيوم الذي تستخرحه فرنسا من مناجم أرليت (شمال النيجر ) عبر شركتها ” أريفا ” والتي تسهم بنسبة 40% من الطاقة في فرنسا وهو ما يجعلها تستميت في الدفاع عن وجودها فيها لأنها إن فقدتها سيأتي الدور حتما على تشاد وهي إحدي أهم مناطق نفوذها ومواطن إستغلالها في القارة كذلك الربط الإقتصادي والعملة (فرانك سيفا الإفريقي ) واحتياطيات الذهب المودعة في فرنسا ، كما أنها بالتالي ستفقد وجودها في دارفور التي تسربت إليها عبر حركة عبد الواحد نور وغيرها رغبة في استغلال اليورانيوم التي تحفل بها أراضي الإقليم ، كما أن مخططات التقسيم والتفتيت للمنطقة تشمل إعادة ليبيا إلى أقاليم على أن يكون إقليم فزان (إحتلال فرنسي سابق ) من نصيب فرنسا وهو ملاصق للنيجر التي سيتحدد مصيرها خلال الأيام القادمة ، ويبدو أن خطة التدخل العسكري قد إكتملت بضمان محمدو يوسفو الرئيس السابق الذي بدل ولائه من فرنسا إلى روسيا بدعم إماراتي عبر وسيط “حساني ” الذي بدل ولائاته هو أيضا من قطر وأوربا إلى الإمارات ومن خلفها روسيا بدعم ورعاية جزائرية ، وللجزائر نفوذ قوي في دول جنوب الصحراء عبرالتغلغل الإقتصادي والثقافي والأكاديمي والسياسي وعبر عديد من رجال الجماعات الإرهابية وأمراء القتل التقليديين وعلى رأسهم “مستر مارلبورو ” بلعور مختار مختار و إن حال حائلا بين فرنسا والتدخل العسكري لإستعادة السلطة لها و لرجالها في النيجر فلا أشك أنها ستصنع توترا يشعل حربا أهلية أسوة بالسودان ، فلها عملاء كثر وتحوذ على كراهية شديدة من شعب النيجر بل وجميع الشعوب الإفريقية بسبب ممارساتها الإستعمارية وهي من أحقر وأمر السنوات في تاريخ الأمم الإفريقية وهو ما جعلها مكروة من حبات الرمال في الصحراء وقطرات الندي ، وفي تقديري أن هذه العملية العسكرية ستركز على تحرير الرئيس الشرعي بازوم ونقله لأي مكان ليمارس أداء مهمته الرئاسية وإصدار القرارات التي تفقد المنفذون شرعيتهم الوظيفية وتطيح بالمتواطئين والمتورطين فيها ، و قد يكون منهم الرئيس السابق محمدو يوسفو إلا إذا حال بين ذلك ثقله العرقي والإفريقي ، وقد أراد يوسفو التخلص من بازوم لأنه لم يقبل أن يكون دمية في يده ويترك له حبل إدارة الدولة على الغارب من خلف الستار كما أراد ، فاستغل علاقته الحميمه بقائد الحرس وهو صنيعته ومن نفس الإثنية سيما وقد تسربت معلومات عن عزم الرئيس بازوم الإطاحة بقائد الحرس وبعض جنرالات الجيش الذين يدينون له بالولاء و بإبنه وزير البترول –اعتقل مؤخرا من قبل المنفذون كشكل من أشكال المداراة – وستستميت فرنسا ومن وراءها أمريكا واوربا ، في مواجهة روسيا العائدة إلى القارة بعصابة وخطاب أخلاقي و ” نوستاليجيا ” ، لفأما العصابة فهي ” فاجنر ” وأما الخطاب الأخلاقي فهو رفض بوتين وروسيا لتدنيس المقدسات والشذوذ والإنحلال والإباحية التي نشرها الغرب وأمريكا ، وأما النوستالجيا فهي ذكريات الشعوب عن حركات التحرر ودور الإتحاد السوفيتي فيها وهو ما يبدو من خلال قبول رفع الأعلام الروسية وقد يطلب المتأمرون قادة المحاولة من روسيا التدخل وهنا ستكون الكارثة والتي ستشعل الساحل الإفريقي وجنوب الصحراء وتمنح الجماعات الإرهابية وعصابات التهريب والمخدرات فرصة استثنائية للتمدد والتوسع من تمبكتو إلى السودان وستكون التصفيات العرقية إحدي أبرز ملامح الحرب وخصوصا ضد العرب الذين يعانون أزمة وجود حقيقية في النيجر والجزائرالتي ستكون المحطة التالية للإشتعال وتشاد ومالي وإفريقيا الوسطى…د أيمن السيسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى