تحقيقات وتقاريرسلايدر

مائدة من الجنة

خالد الشيخ

مائدة من الجنة نزلت على قومٍ معينين فيها ألذ طعام شهدته البشرية وكل مالذ وطاب من أكل الجنه ، وكل من أكل منها وفيه مرض تشافى وكل فقير اغتنى ، هذه المائده من عظمتها سمى الله سوره كامله بالقرآن بأسمها..

‏في يوم من الايام أمر سيدنا عيسى بن مريم انصاره واصحابه الحواريون ان يصوموا ثلاثين يومًا لله ، والحواريون هم أناس اخلصوا لله وللنبي عيسى عليه السلام وهم كانوا انصاره على هذه الارض فنفذوا ما أمرهم به سيدنا عيسى وصاموا الثلاثين يومًا كاملة لكن بعدها طلبوا أمرًا عظيمًا ومهيبًا..

‏هذا الامر لم يتجرأ ان يطلبه احد من العالمين منذ بداية البشرية حتى يومنا هذا الا الحواريون ، فطلبوا من نبي الله عيسى إنزال مائدة من السماء عليهم ليأكلوا منها وتطمئن بذلك قلوبهم أن الله تعالى قد قبل صيامهم وتكون لهم عيدًا يفطرون عليها يوم فطرهم..

‏وايضا كانوا يرغبون أن تطمئن قلوبهم اكثر بصدق عيسى عليه السلام فقالوا نريد أن نأكل منها فنحن محتاجون إلى الأكل وستطمئن قلوبنا إذا شاهدنا نزولها رزقا لنا من السماء ونعلم أنك قد صدقتنا ونزداد إيمانا بك وعلما برسالتك ونشهد أنها آية من عند الله، ودلالة وحجة على نبوتك وصدق ما جئت به..

‏ولكن عيسى عليه السلام وعظهم في ذلك وخاف عليهم ألا يقوموا بشكرها وتعظيمها بعد أن ينزلها الله عليهم، فأبوا عليه إلا أن يسأل لهم ذلك وألحوا عليه ، فلما ألحوا عليه أخذ يتضرع إلى الله تعالى في الدعاء والسؤال أن يجابوا إلى ما طلبوا وأن ينزل الله عليهم المائده التي طلبوها..

‏فأستجاب الله سبحانه وتعالى ، فأنزل سبحانه المائدة من السماء والناس ينظرون إليها تنحدر بين غمامتين في منظرٍ عظيم وكانت كبيره الحجم كل من نظر إليها لم يستطع أن يصرف بصره عنها من جمالها ، وجعلت تدنو قليلا قليلا وكلما دنت منهم يسأل الله عيسى عليه السلام أن يجعلها رحمة عليهم لا نقمة..

‏فلم تزل تدنو حتى استقرت بين يدي عيسى عليه السلام وهي مغطاة بمنديل كبير من حرير الجنه وسط ذهول وانبهار من كل الحاضرين الذين يشهدون مائدة من جنات النعيم تنزل عليهم ، فقام عيسى عليه السلام يكشف عنها وهو يقول
‏(( بسم الله خير الرازقين))

‏فإذا عليها من الطعام سبعة من الحيتان وسبعة أرغفة وقيل : كان عليها خل ورمان وثمار من الجنه لا توجد مثلها بالارض ابدًا ولها رائحة عظيمة جدًا ، وقيل أن بها طعامٌ حلو ومالح من الجنه مذاقها لا يوصف ولذتها عظيمه للغايه ، وبها ماء ولبن وعسل من الجنه من ذاقه زالت همومه واحزانه..

‏ثم أمرهم عيسى عليه السلام بالأكل منها أمر عليه السلام الفقراء والمحاويج والمرضى وأصحاب العاهات وكانوا قريبًا من الألف وثلاثمائة أن يأكلوا من هذه المائدة ..

‏فأكلوا منها فبرأ كل من به عاهة أو آفة أو مرض مزمن ، واستغنى الفقراء وصاروا أغنياء فندم المنافقين والمكذبين بنبي الله عيسى الذين لم يأكلوا منها لما رأوا من إصلاح حال اولئك الذين أكلوا ..

‏ثم بعد أن اكلوا منها وشبعوا رفع الله المائده وصعدت وهم ينظرون إليها حتى توارت عن أعينهم ، وقيل: إن هذه المائدة كانت تنزل كل يوم مرة فيأكل الناس منها ، فيأكل آخرهم كما ياكل أولهم وكان ياكل منها كل يوم سبعة آلاف شخص..

‏ثم أمر الله تعالى نبيه عيسى أن يقصرها على الفقراء دون الاغنياء وعندها لم يصمت المنافقون الذين تحدثوا وحاولوا أن يشككوا في عقيدة النبي عيسى فرفعها الله الى الابد ومُسخ الذين تكلموا في ذلك من المنافقين الى خنازير فكان هذا جزاءهم بعد أن شككوا في الله ونبيه..

‏الله تعالى أمرهم بأن لا يدخروا من المائده ولا يأخذون منها شيء لبيوتهم او يحفظونها بمخازنهم، لكن البعض منهم عصى أمر الله وادخروا منها فكان جزائهم مثل جزاء المنافقين ومسخهم الله خنازير ايضا ..

‏قال كعب الأحبار عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «نزلت المائدة من السماء عليها خبز ولحم، وأمروا أن لا يخونوا، ولا يرفعوا لغد، فخانوا وادخروا ورفعوا فمسخوا قردة وخنازير».

‏هذه قصة المائدة العظيمه وإليها تنسب سورة المائدة في القرآن الكريم وهي مما امتن الله به على عبده ورسوله عيسى لما أجاب دعاءه بنزولها وقصتها ليست مذكورة في الإنجيـل ولا يعرفها النصارى الا من المسلمين ..

‏المصادر :

‏كتاب تفسير الطبري للقرآن

‏البداية والنهايه لابن كثير

‏الطبري تاريخ الرسل والملوك

‏اتمنى ان اكون وفقت في اختيار الموضوع ،
‏خالد الشيخ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى