أسماء أحمد بحيري
باحثة متخصصة في شؤون أذربيجان وتركيا
“إن الإبادة الجماعية في مدينة خوجالي موجهة لكل شعب أذربيجان وهي أسوء استبداد وعمل وحشي في تاريخ البشرية، وأساليب العقاب الإنساني-غير الإنساني، التي لا يمكن تصديقه، وهي في نفس الوقت جريمة قتل تاريخية ضد البشرية بأكملها “.
كانت مدينة خوجالي محط أنظار الجيش الأرمني بسبب موقعها الاستراتيجي في منطقة قره باغ الجبلية بأذربيجان، كما أن أذربيجان كانت تملك مطارا واحدا في قره باغ هو الأخر يزيد من أهمية المدينة، وكان هدف القوات الأرمينية هو السيطرة على الطريق البري الذي يصل بين عسكران وخانكندي عن طريق خوجالي ومطارها.
سجلت الإبادة الجماعية في خوجالي كواحدة من أفظع الصفحات، وأكثرها مأساوية في تاريخ أذربيجان.
قال الزعيم القومي الأذربيجاني حيدر علييف في خطابه لشعب أذربيجان بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة للإبادة الجماعية في خوجالي: “دخل هذا العمل الوحشي والقاسي من الإبادة الجماعية تاريخ البشرية باعتباره أحد أفظع الأعمال الإرهابية الجماعية.
وتجدر الإشارة إلى أن الشعب الأذربيجاني يتعرض باستمرار لسياسة التطهير العرقي والإبادة الجماعية من قبل القوميين الأرمن على مدار 200 عام. لقد تم طرد الشعب الأذربيجاني من أرضه التاريخية وتحويله إلى لاجئين ومهجرين داخليًا، استمر طرد الأذربيجانيين من أراضيهم التاريخية والعرقية خلال الحقبة السوفيتية، ففي عام 1948-1953، تم ترحيل 150 ألف أذربيجاني من أرمينيا واستقروا في سهل كور أراز في أذربيجان. في عام 1988، تم طرد 250 ألف أذربيجاني يعيشون في أراضيهم التاريخية من هذه المنطقة، وبالتالي أصبحت أرمينيا دولة أحادية العرق. إن الأحداث التي بدأت حول مدينة قره باغ الجبلية منذ عام 1988، ومحاولة المتطرفون الأرمن لتحقيق فكرة مجنونة تسمى “أرمينيا من البحر إلى البحر” إلى تدمير القرى والمدن ومقتل عشرات الآلاف من الأبرياء، وتشريد مئات الآلاف من الأذربيجانيين من أراضيهم التاريخية.
معلومات حول الإبادة الجماعية لخوجالي:
الإبادة الجماعية في خوجالي
من ليلة 25 فبراير إلى 26 فبراير عام 1992 استولت الجماعات المسلحة الأرمينية على خوجالي بمساعدة الهيئة العسكرية والعربات المصفحة من كتيبة البنادق الآلية رقم 366 السوفييتية المتمركزة في خانكندي.
قبل الهجوم، من مساء 25 فبراير، بدأت المدينة تتعرض لقصف شديد بالمدافع والعربات المدرعة الثقيلة. ونتيجة لذلك، اندلعت حرائق في المدينة، وفي 26 فبراير، قرابة الساعة الخامسة صباحًا، أحاطت النيران المدينة بالكامل. في مثل هذه الحالة، اضطر ما يقرب من 2500 شخص ممن بقوا في المدينة المحاصرة بالأرمن إلى مغادرة المدينة على أمل الوصول إلى مركز منطقة أغدام، التي يسكن الأذربيجانيون بالقرب منها.
ولكن هذه النية لم تتحقق. وقَتلت الجماعات المسلحة الأرمينية وجنود عربات البنادق الآلية، الذين دمروا المدينة، السكان المدنيين المسالمين. وأسفرت هذه المجزرة عن مقتل 613 شخصاً بينهم:
من الأطفال – 63- شخص.
من النساء -106- شخص.
من الشيوخ – 70- شخص.
قضي على 8 عائلات بأكملها.
فقد 25 طفلا أبويهم.
فقد 130 طفل أحد أبويه.
أصيب 487 شخص منهم.
الأطفال- 76 شخص.
أُثر 1275 شخص.
150 شخص في عداد المفقودين.
تشير هذه الأرقام إلى أفظع مأساة دموية في حرب منطقة قره باغ الأذربيجانية، والذي بدأ في عام 1988 بدعم من جمهورية أرمينيا الاشتراكية السوفياتية وإهمال قيادة الاتحاد السوفيتي، والتي نشأت على أساس المطالبة بضم مقاطعة قاره باغ الجبلية المتمتعة بالحكم الذاتي، وهي جزء من جمهورية أذربيجان الاشتراكية السوفيتية، إلى أرمينيا.
اعترفت العديد من الدول بمجزرة خوجالي، باعتبارها إبادة جماعية للشعب الأذربيجان في خوجالي بإقليم “قاره باغ” وأيضا العديد من المنظمات الدولية، وفي مقدمتها منظمة التعاون الإسلامي، وبعد مرور أكثر من ربع قرن على تلك المجزرة، مازال الشعب الأذربيجاني والشعوب الأخرى ينتظرون العدالة لضحايا تلك المذبحة، حتى تبرد نار كل من فقد شهيدا في تلك المذبحة، وحتى يشعر العالم أن العدالة فوق كل اعتبار.
وفي نهاية الأمر أتقدم بخالص التعزية لأسر الشهداء، وللشعب الأذربيجاني بأكمله. وأحب أن ألفت النظر إلى أن مثل هذه الأعمال الوحشية أمر لا يتقبله أي إنسان، وأعرب عن رفضنا التام لمثل هذه الأعمال الإرهابية، ومساندتنا لدولة أذربيجان الشقيقة وللشعب الأذربيجاني دائما وأبدا. ونحن دائما سوف نقوم بدورنا في النشر، والمساهمة في وصول الحقائق عن أذربيجان للوطن العربي بأكمله.
لا ينبغي للجريمة أن تمر دون عقاب، وينبغي للمجتمع الدولي أن يدين عدوان أرمينيا العسكري والسياسي، ويجب على المنظمات الدولية وبرلمانات دول العالم إجراء تقييم سياسي وقانوني دولي للإبادة الجماعية في خوجالي التي ارتكبتها جمهورية أرمينيا على أراضي أذربيجان، باعتبارها إبادة جماعية حقيقية.