سلايدرمقالات

وفاء العنزي تكتب من المغرب “” ذكري حزينة “”

يوم 6 يناير 2020:ذكرى حزينة:
مرت سنتين على رحيلك،في متل هذا اليوم الحزين هبت علي عاصفة أحسست بخوف شديد سيطر على كوامن نفسي، وقلق لاح جسدي،عاصفة ابتلعت شرايين دمي وكل صمام من صمامات قلبي،وخلدت وراءها الحزن والألم.
بمجرد رجوعي من المستشفى ،وأنت بين الحياة والموت، هبت عاصفة هوجاء،إنه خبر رحيلك، نعم عاصفة عصفت بي ورمتني بين أحضان الحزن والخوف من ما سيأتي،من حياتي دونك،من حياة ابناءي بفقدانك،نعم خبر رحيلك يا زوجي وفقيدي،جاء مفجعا،فرحلت ابتسامتك ورحل حسك ورحل كل شيء فيك،لم أعد أحتمل بأن أخفي دموعي وراء ابتسامة وأتظاهر بالشجاعة والقوة،ولكن عكس ذلك أجبر نفسي على الصبر والصمود لكي لا أحزن من حولي، وأنا أكاد أرجع من لوعة الفراق،لأنني لن أراك مرة أخرى،لأنني لن أرى اسمك على شاشة هاتفي، ولأنني لن أسمع صوتك من على جوالي مرة تدلعني ومرة تصرخ بوجهي خوفا علي،ولأنني لن أسمع صوتك في كل أركان البيت،صورتك،ضحتك في كل وقت.
آه يا زوجي وفقيدي ،ماذا اقول وما عساي أن أقول،هل أقول لو أن هذا الحزن جبلا لانهار،وهل أقول لو يعلم ما يكتمه قلبي من معاني أليمة،دموعي أبت أن تخرج وأصبحت داخل العين مسجونة.
زوجي الغالي،افتقدتك كتيرا،مهما بلغت من بلاغة القول،فأنا عاجزة عن وصف ما ينتابني من غرابة إحساس،من حزن وألم داخلي لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى،وحرقة فراق ما بعده لقاء،ينهار على وجهي دمع
غزير يغسل حبر آلام وحدة قاتلة،تصارع الحياة وحيدة،أحاول إرضاء الجميع،أحاول توفير لأبناءي كل متطلباتهم اليومية،لكي أعوضهم او لكي لا يحسوا برحيلك.
جف الحبر في قلبي،وكيف الصبر على فراقك،فقد كسر قلبي وقضم ظهري،وترك جرحا يصعب ضماده،قدر الله فما شاء فعل والحمد لله على نعمته وعلى قدره، وعلى كل شيء.
حمدا لله على وجود أشخاص في حياتي ،أناروا لي سكتي،أشخاص أكن لهم كل الحب والتقدير والإحترام،ابي العزيز وأمي الحنونة،ابنتي قرة عيني،حبوبتي حفيدتي ملاكي الصغير ،ولداي الغاليين،إخوتي ،صديقاتي الرائعات منهن، كل أصدقائي بالعالم الإفتراضي،كل الجمعويين الذين تعرفت عليهم في كل أنحاء العالم ،وكل شخص مدني بطاقة إيجابية،لمواجهة مصاعب الحياة دون خوف بل بعزيمة وإصرار على الوصول.
فألف رحمة عليك والف نور على قبرك وليجعلك بجوارالصديقين والشهداء،ويلهمني على صبر الفراق،ويعوضني خيرا في فلذات أكبادي،ويقويني على تحمل مسؤوليتهم،فلا انت بعيد أنتظرك،ولا أنت قريب فألقاك،لا صرت لي فيطمئن قلبي،ولا أنا محرومة منك لأنساك،أنت بين يدي أمينة بيد الخالق العظيم رب العزة والجلال،أنتم السابقون ونحن اللاحقون ،فلترقد روحك في سلام وأمان يا فقيدي وموعدنا الجنة بإذن الله .
والف شكر للذين لازالوا معي أوفياء، شكرا عل صداقتهم،شكرا على ودهم،شكرا على وجودهم في حياتي وبجانبي دوما، وأصدق الامنيات لهم بأجمل الايام ،
ستبدأ سنة جديدة،وسوف تبدأ معها صفحة جديدة واقول لهم ان أغلى هدية قدمتها الدنيا هي معرفتكم،وعذرا إن قصرت في حق شخص منكم او أخطأت فيكم،عذرا من القلب لكل القلوب التي أحبتني وأحببتها،لكل من عرفتهم فكانت شموعا مضيئة في الليالي الظلماء،دعوني استمتع بوجودكم بقربي فالدنيا دار عبور لا دار حبور ،هي دار صرام لا دار دوام .أحبكم في الله.
مودتي ومحبتي وفاء العنزي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى