تحقيقات وتقارير

ايمن السيسي الصحفي المقاتل والباحث الدءوب

تلقيتُ بكلِّ سرورٍ نبأً سعيدًا، هو نيل أخي الكاتب الصحفي المتميِّز أيمن السيسي شهادة الدكتوراة في التاريخ الحديث.
وقد وددتُ أن أكون حاضرًا عيانًا لهذه المناسبة الفارقة في نفسي، ذلك أنني عرفتُ الرجل بمصادفة موفَّقة، ومنذُ عرفتُه وهو يضيف كلَّ يوم لبنةً في ثقتي فيه ، وسببًا للإعجاب به. كنتُ أراه وهو يجتهد من أول يوم في تجاوز كلِّ عائق يحول بينه وبين مطلوبه، من الحصول على الخبر الميداني دون واسطة، ثم راقبتُه وهو يستقصي عمَّا وراء الخبر متجرِّعًا العناءَ الشديد والخطر المحق، لا يحول بينه وبينهما مرض ولا ظرف، ولا هول. حتى يقدِّم لقارئه مادةً طازجة، لامثيل لها طعمًا، ونكهةً، وغنىً، وتفرُّدًا. تقرأه فتتيقَّن أنها صناعة الرجل، وزراعته، وطبخه، وطريقته في تقديم المائدة، ولا يستطيع أحدٌ أنْ يدعي بصمتها.
كما أن َّجرأة أيمن السيسي على ارتقاء الذرى الصعبة، والمواضيع الأكثر إثارة، وتنزيلها تنزيلًا مهنيًّا، بتحرير يراعي السهل الممتنع. إنْ سأل سأل في العمق، دون تهيُّب، وإنْ عرض راعى المنطق والعقلانيَّة.. دون أنْ يفوِّت التفاصيل المفيدة، والأمانة المتوانة.
ثمَّ رأيتُ صديقي أيمن وهو يفاجئني باشتقاق همٍّ جديد ومشغل سديد وهو الانخراط الأكاديمي في البحث. وقد التقينا وتحدَّثنا كثيرًا في موريتانيا والقاهرة، في الأثناء فكنتُ كلما خبرتُه وجدتُه صعد درجة أو درجتين بعدي في مجالات اهتماماته المتنوعة.
و لفت انتباهي أكثر بمواظبته وقوة شكيمته في البحث رغم التزاماته العمليَّة الكثيرة.
وأخيرًا توِّج صديقي أيمن، في حفل علمي بهيح ومحفل تاريخي كبير ما عرفت فيه من حب البحث العلمي والاتصاف بانضباط، وروح النقد العقلاني، مع طيبة نفس وحسن أخلاق، وحب اطلاع، وتواضع، وانفتاح في الشخصيَّة..
توَّج صديقي أيمن السيسي رحلتَه الجريئة الدؤوبة بمناقشته ونجاحه المبهر في الدكتوراة.
فله مني أصدق التهانئ والمباركة على هذا الفلاح العلمي في مجال التاريخ الحديث الذي خبره عن قرب ، وأضاف فيه للمكتبة العربية درَّةً جديدة تسدُّ ثغرةً كبيرة في موضوع الغرب الصحراوي: موريتانيا وجوارها الثقافي.
كما أعبِّر له عن امتناني باسم مثقفي موريتانيا وجوارها على الجهد المحمود والنادر، الذي سيعرف المركز الثقافي العربي بالتجربة الثرة للأطراف الثقافيَّة للعالم العربي.
وفي انتظار نشر أطروحة صديقي الوفي أيمن السيسي للدكتوراة، للحديث عنها أكثر، أعبِّر له عن سعادتي بتحوُّل أحلامه البحثيَّة إلى واقع يسعى بقدميه على أرض الله.
(وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنَّا للغيب حافظين.)

الدكتور محمد أحظانااستاذ بجامعة نواكشوط و
الرئيس السابق لاتحاد الأدباء أ والكتَّاب الموريتانيين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى