علماء يحذرون: أحد البراكين العملاقة يستيقظ وسيدفع الكوكب إلى الفوضى

حذر علماء من أن ثوران بركان في إيطاليا، ينذر بعواقب وخيمة حيث سيدفع كوكب الأرض إلى فوضى عارمة.
ويقول العلماء إذا ثار بركان فليجري فلن يؤثر على المنطقة التي يوجد بها بل سيمتد إلى ما هو أبعد من إيطاليا، مشيرين إلى أنه قبل حوالي 40 ألف عام، ثار البركان بقوة هائلة وتسبب في واحدة من أسوأ الكوارث البركانية في تاريخ الأرض، وأدى إلى تغيرات كبيرة في المناخ العالمي، وكذلك الأمر نفسه إذا ثار من جديد فستغطي سحب الرماد أجزاء كبيرة من أوروبا، مما قد يؤدي إلى إلغاء الرحلات الجوية، وإتلاف المحاصيل، وقطع الكهرباء.
كما يمكن للغازات البركانية أن تحجب ضوء الشمس، مما يتسبب في سنوات من درجات الحرارة الباردة والطقس غير المتوقع الذي من شأنه أن يهدد إمدادات الغذاء في جميع أنحاء العالم.
وما زاد من المخاوف حدوث سلسلة من الزلازل القوية في كامبي فليجري، خلال الفترة القريبة ما يشير إلى خطر حدوث ثوران كبير، ففي شهر مايو، تعرضت منطقة فليجرايان فيلدز بالقرب من نابولي لزلزال بقوة 4.4 درجات، وهو الأقوى منذ 40 عامًا، كذلك على مدى الأشهر الستة الماضية، سجل العلماء أكثر من 3000 زلزال أصغر، والمعروفة باسم الهزات، وهو رقم أعلى بكثير من النشاط الزلزالي الطبيعي للمنطقة.
ويقول الخبراء إن الانفجارات البركانية عادة ما تسبقها زيادة في نشاط الزلازل، مع تراكم الضغط تحت الأرض، يمكن لهذه الزلازل الصغيرة أن تُضعف الصخور فوق حجرة الصهارة البركانية، مما يُسهّل على الصهارة اختراقها، وأن الأمر يشبه تصاعد البخار في قدر ضغط، فإذا ضعف الغطاء أكثر من اللازم، فقد ينفجر.
ومما يزيد من القلق ارتفاع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من كامبي فليجري، حيث أفاد المعهد الوطني الإيطالي للجيوفيزياء والبراكين (INGV) بمستويات يومية تتراوح بين 4000 و5000 طن، ويقول الخبراء إن زيادة انبعاثات الغاز تعني في كثير من الأحيان أن الصهارة تتحرك نحو السطح، مما يضع المزيد من الضغط على البركان، والصهارة الآن على بعد بضعة أميال فقط تحت السطح، وهو عمق ضحل يثير المزيد من القلق، وإذا استمر الضغط في التزايد، فقد يؤدي ذلك إلى ثوران بركاني.
4 ملايين
وقال كريستوفر آر جيه كيلبورن، عالم البراكين الرائد في معهد IGNV: يشكل بركان كامبي فليجري تهديدًا خطيرًا لأكثر من أربعة ملايين شخص يعيشون في منطقة نابولي الحضرية، فإذا ثار البركان، فقد يكون الضرر واسع النطاق حيث تُدمر المباني بفعل تدفقات الحمم البركانية، وسحب الرماد، والغازات الساخنة سريعة الحركة، وقد يتم قطع الطرق وإمدادات الكهرباء والمياه، مما يجعل الحياة خطيرة وفوضوية.
وتقع مدينة نابولي والبلدات المجاورة مثل بوتزوولي بالقرب من كامبي فليجري، مما يعرض العديد من الأرواح والمنازل
وأظهرت دراسة جديدة أجراها جيانماركو بونو، طالب الدكتوراه في جامعة نابولي فيديريكو الثاني، أن حوالي 80 في المائة من ثاني أكسيد الكربون المنبعث من فوهة سولفاتارا يأتي مباشرة من الصهارة الموجودة
وفي الأسابيع الأخيرة، تم إبقاء انبعاث الغاز المذكور تحت المراقبة، بسبب الزلازل المستمرة التي تؤثر على بوتسولي والمناطق المحيطة بها، وهذا يعني أن الصهارة تُطلق غازات، وهي إشارة قوية على أنها قد تقترب من السطح، أما نسبة 20% المتبقية من الغاز فتأتي من تفاعل السوائل الساخنة مع الصخور الجوفية، وهي عملية طبيعية لا تعني بالضرورة حدوث ثوران بركاني.
انتفاخ الأرض
ويراقب العلماء انبعاثات هذه الغازات إلى جانب انتفاخ الأرض وآلاف الزلازل الصغيرة لأنها تشكل علامات تحذيرية رئيسية للثورات البركانية المستقبلية، فعندما ترتفع الصهارة، تدفع الغازات للخارج، مما يؤدي إلى تزايد الضغط داخل البركان، قد يؤدي الضغط الزائد إلى تشققات وثوران بركاني خطير.
كان آخر ثوران لبركان كامبي فليجري في عام 1538، ورغم أنه لا يثور كثيرًا، فقد أظهر البركان علامات اضطراب في العقود الأخيرة، ويقول العلماء إنه من غير الممكن التنبؤ بدقة بموعد حدوث الثوران التالي، لكن النشاط الأخير يعني أنه قد يحدث عاجلاً وليس آجلاً، ومنذ عام 2005، كانت الأرض في المنطقة ترتفع وتنخفض ببطء في عملية تسمى بالبراديسم، ويحدث هذا عندما تتراكم الصهارة والغاز تحت الأرض، مما يدفع السطح إلى الأعلى أو يسمح له بالغرق مرة أخرى إلى الأسفل.
وباستخدام نموذج الفشل الميكانيكي المطبق عادة في الهندسة الإنشائية، درس الباحثون كيفية استجابة الصخور الموجودة تحت كامبي فليجري للإجهاد، وتشير النتائج التي توصلوا إليها إلى أن القشرة الأرضية تتحول من مجرد الانحناء إلى التشقق، وهو التغيير الذي يسبق الانفجارات في كثير من الأحيان، وأشار العلماء إلى أننا “نشهد تقدمًا واضحًا نحو حالة حيث يصبح التمزق أكثر احتمالًا”.
ومنذ بدء رفع علامات التحذير في عام 2005، رفع المسؤولون مستوى التأهب للبركان من الأخضر إلى الأصفر في عام 2012.
وقد وضعت السلطات الإيطالية خطط إخلاء شاملة لملايين الأشخاص الذين يعيشون في منطقة نابولي الحضرية، لكن التحدي لا يزال قائما في ضمان تنفيذ هذه الخطط بسرعة وفعالية في حالة وقوع ثوران بركاني وشيك.